يبدو أن المدة المتبقية من عُمر الحملة الانتخابية سوف تبين لنا المزيد من الفضائح السياسية لهؤلاء الذين يريدون أن يكونوا صوت الشعب في البرلمان، فماذا يعني أن يصرح موسى تواتي، بأنه لم ينتخب منذ الاستقلال لأن كل الانتخابات مزورة؟ وماذا يعني أن يقدم الأفلان مرشحا بعنابة، بمواصفات ناشط في الدعارة السياسية؟ نهق حماري نهيقا مخيفا وقال بكل حزن: أما موسى تواتي فهو بكلامه يعني أنه وصل إلى درجة الجنون والكفر بالنظام الذي هو ناشط فيه، وأكد لكل الناس أنه أدى دوره بكل نفاق في انتخابات سابقة كان يعرف أنها مزورة وسيلعب نفس الدور فيما سيأتي ورغم ذلك، لا يستحي أن يطلب من الناس مساعدته في الكذب والوصول إلى أهدافه الخاصة· أما حزب الأفلان الذي تقيأ كل ما لديه من فضائح ما يزال يصر أن يقدم مرشحين مشبوهين حتى يتمكن من نشر الفسق السياسي في البرلمان بمعية هؤلاء الذين يمارسون الفحشاء على القصر· قلت له ساخرا: وهل كنت تظن أن النظام سيسمح بغير هؤلاء ممثلين للشعب؟ هل تشك أن الشعب يساوي عندهم ''دورو''؟ نهق من جديد بصوت عالي ومخيف وقال: أعرف أن الشعب لا يساوي حتى قيمة شعرة المفرق ولكن ليس بهذه الوجوه السيئة جدا جدا· قلت: ماذا تريد من انتخابات ''القهاوي خالصين'' و ''تحميمة خالصة'' وغيرها من المغريات التافهة التي يرمون الشعب بها· قال حتى الوجوه النسائية التي دخلت الحلبة تقطع الخميرة من البيت وتبعث على الغثيان، فهذه تريد غلق الحانات وتكسير رؤوس السكارى والأخرى تريد دخول البرلمان ''بالربقع'' حتى تعطي المثل عن المرأة المسلمة المتقيّدة بشرعها ودينها، وكل هذا دون أن نرى وجهها أو تكشف لنا عن تفاصيلها السياسية· قلت: وهل يمكن أن تختلف أفكار النساء عن الرجال، جميعهم في سلّة واحدة، سلعة يفرزها النظام، رغم أنها سلعة فاسدة وراكدة ومتعفنة ولكن رغم ذلك يصرون على عرضها علينا· قال وهو يضرب بحافريه الأرض: لا أدري هل نحن من نستحق هذا المصير حتى يكون نصيبنا في هذه السلع الطايوان أم أن القدر يخبئ ما هو أسوء· قلت متأسفا: المؤشرات كلها تقول بأن القادم أسوء ومع ذلك سننتظر فرج الله، فليس هناك أقدر من الله على حل معضلتنا العويصة·