أغلق أصحاب شاحنات جمع النفايات المنزلية، صباح أول أمس الخميس، الطريق الرئيسي بوسط مدينة تيزي وزو، وبالضبط على مستوى مفترق الطرق المتواجد بالمكان المسمى ب ''الفلوريست''، وذلك للمطالبة من السلطات المحلية تسديد مستحقاتهم المالية العالقة منذ سنة كاملة· ندد أصحاب شاحنات جمع النفايات المنزلية بشدة تماطل مسؤولي بلدية تيزي وزو في دفع مستحقاتهم المالية العالقة منذ سنة كاملة· وللإعلان عن رفضهم القاطع لمثل هذه الممارسات، أقدم العشرات منهم، وفي ساعة مبكرة من يوم أول أمس، على غلق الطريق الرئيسي بوسط مدينة تيزي وزو، وبالضبط على مستوى مفترق الطرق المتواجد بالمكان المسمى ب''الفلوريست'' باستعمال شاحناتهم، وذلك طيلة الفترة الصباحية، وهي الحركة الاحتجاجية التي تعد الثانية في ظرف وجيز بعد تلك التي نظموها الأسبوع المنصرم أمام المدخل الرئيسي لمقر الولاية· وحسبما أكده المحتجون في تصريحاتهم ل بالجزائر نيوزا، فإن انتهاجهم للغة غلق الطريق والخروج إلى الشارع لم تأت من عدمها، بل جاءت نتيجة حتمية لسياسة التهميش الممارسة ضدهم من طرف السلطات المحلية التي رفضت -على حد تعبيرهم- تسديد مستحقاتهم المالية، المترتبة عن عملهم أثناء الفترة المتزامنة مع الإضراب الذي شنه عمال البلدية لاسيما أعوان مصلحة النظافة منهم السنة المنصرمة، مؤكدين أن مسؤولي بلدية تيزي وزو أداروا ظهرهم لمطالبهم ولم يقوموا بتسوية مستحقاتهم المالية المترتبة عن النداء الذي وجهته لهم بداية السنة المنصرمة والمتضمن ضرورة مساعدتها في التخلص من مشكل تراكم النفايات وبأكوام هائلة بمختلف أحياء وشوارع تيزي وزو، التي خلفها الإضراب الدوري الذي نظمه عمال البلدية في تلك الفترة· من ناحية أخرى، طالب المحتجون من السلطات الولائية بتسوية مستحقاتهم المالية في أقرب الآجال، حيث أكدوا أن معظم أصحاب شاحنات جمع النفايات هم من فئة الشباب الذين تحصلوا على مثل هذه المشاريع في إطار القروض المقدمة من طرف الوكالة الوطنية لتدعيم وتشغيل الشباب، مشيرين إلى أنهم ملزمون بدفع فوائد هذه القروض شهريا، وأن رفض البلدية تسديد مستحقاتهم المالية جعلهم يتكبدون مشاكل عديدة مع البنوك المقرضة لهم· وفي سياق معاكس، أضاف أصحاب شاحنات جمع النفايات إن الذرائع التي يعتمد عليها المسؤولين، في تبرير عدم تسوية مستحقاتهم، والمتمثلة في عدم توفر الأموال، لا أساس لها، مؤكدين أن العقد الذي أمضته البلدية وفي ظل عجزها على تسيير النفايات المنزلية المستعملة بإمكانياتها المحلية، مع إحدى المؤسسات الفرنسية الخاصة التي أسندت لها مهمة تسيير هذه النفايات لمدة قدرت بثلاث سنوات وبمبلغ مالي حدد ب 56 مليار سنتيم، ينفي بحد ذاته هذه الحجج· المدينة تغرق وسط النفايات والبلدية تعجز عن احتواء الوضع خلف تأخر قدوم الشركة الفرنسية التي أسندت لها مهام جمع النفايات بمدينة تيزي وزو بعد فوزها في مناقصة أطلقتها الولاية لأسباب أرجعها مسؤولو البلدية إلى العراقيل التي صادفت هذه المؤسسة على مستوى الجمارك الجزائرية في نقل عتادها إلى عاصمة الولاية، فوضى عارمة بمختلف أحياء مدينة تيزي وزو، التي أصبحت مفرغات عمومية على الهواء، ما خلق تذمر وسخط السكان بسبب الروائح الكريهة الصادرة منها والأمراض التي يمكن أن تصدر من تراكم هذه النفايات خصوصا في ظل ارتفاع درجات الحرارة·