عندما قرّرت الجماعة الإسلامية سحب ترشيحها من الداعية صفوت حجازي في الانتخابات الرئاسية المصرية، عللت تصرفها بتوفر مرشحين آخرين شرفاء يعملون من أجل الوطن، ويبدو أن قرارها كان صائبا، وهذا ما أثبته تصرف الداعية الذي ما إن صعد الرئيس مرسي إلى منصة ميدان التحرير من أجل أداء القسم حتى هرول إليه مسرعا وانهمك على يده مقبلا إياها في مشهد أثار الكثير من السخرية والجدل حول ثورة البوس والكابوس. هذا الداعية الذي نشّط حصصا تلفزيونية كثيرة سب وشتم فيها عددا من الموالين لمبارك وعلى رأسهم الوزيرة عائشة عبد الهادي التي كانت تقبل يد مدام سوزان باستمرار، ووصل لحد وصف هذا السلوك بأنه لا يليق سوى بالعبيد، هاهو يعيد بنفسه صورة بوس الأيادي على مرأى الملايين ليثبت للجميع أنه لا يختلف عن الوزيرة التي هاجمها في شيء. صفوت حجازي الذي فشل في تخطي عتبة باب ترشيحات الرئاسة تحوّلت أحلامه كلها إلى ممارسة التملق والنفاق الذي سيجعله قريبا من الحاكم الجديد على نفس نهج فلول مبارك الذين تملقوه حتى أوصلوه لما وراء القضبان، لذلك يمكن أن نفكر ماذا غيرت هذه الثورة من سلوكيات الأشخاص؟ وهل المافيا التي جنت على مبارك ستكون أقل مكرا من الخوانجية على شاكلة هذا الداعية الذين سيلتفون حول الرئيس الجديد؟ في الحقيقة مشهد البوس الذي علّق عليه الملايين يؤكد ألا شيء تغير وفكرة تقديس الحاكم والولاء له ما تزال مستمرة ولكن بممثلين ومخرجين جدد أبدعوا فيما سبق بتصرفاتهم في برلمان يفترض أنه مؤسسة للتشريع وليس لأشياء أخرى. ولكن هذه اللقطة يمكن أن تعطي للرئيس مرسي فكرة نبهه إليها المتنبي عندما هجا كافور الأخشيدي، وقد كان ملكا على مصر حينما قال... لا تشتري العبد إلا والعصى معه، إن العبيد أنجاس مناكيد!