قامت نادلة في مطعم بتوبيخ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لأنه تجاوز طابور الانتظار من أجل طلب فنجان قهوة.. وطلبت منه أن ينتظر دوره مثل كل المواطنين وفعلا اضطر للانتظار أكثر من عشر دقائق أخرى. تصوروا أن يحدث هذا مع أويحيى مثلا..؟ أنا شخصيا لا يمكن أن أتصور ذلك، ولا أنتم يمكنكم أن تتصوروا حدوث هذا حتى مع سائق أويحيى. الفرق بيننا وبينهم أن القانون يُطبق على الجميع وأن المواطنين جميعهم بدرجة واحدة ليس هناك من هو أحسن من الآخر حتى لو كان وزيرا أو رئيسا. لكن نحن لم نرق بعد إلى هذه العقلية وما نزال حينما نرى شخصا ''يفري شغالو'' نقول إنه يعرف بوتفليقة شخصيا! لو تم تطبيق عقلية هذه النادلة على الدولة بكاملها، بحكامها ووزرائها ومسؤوليها أكيد أننا سنخرج من عنق زجاجة لا قانون ولا أخلاق وسنصبح فعلا نحترم بعضنا من أكبر شخص لأصغره ولكن من يسمع؟ نحن غرقنا في الفوضى لدرجة أننا أصبحنا لا يمكن أن نستغني عنها أو نفكر في العيش خارج إطارها مادام هناك من يرعى ذلك ويستفيد أيضا من الوضع وأصبحت المعريفة أو التشيبة تسمح لك ليس فقط بتخطي طابور قهوة ولكن يمكنك حتى أن تبيع وتشتري الريح وتربح الملايير دون أن يسألك أحد من أين لك هذا؟ هذا الريح الذي أصبحنا نراه يعبر من أمام أنوفنا دون أن نفهم كيف مجرد وهم قرابة مع أويحيى أو بوتفليقة تجعل الجميع يحسدك على وضعك ويمكنك بذلك أن تحطم جمجمة أي نادلة تتجرأ وتردك من الطابور إذا فكرت أصلا أن تقف فيه.