تشير الأرقام إلى وقوع 731 حادث مرور خلف 106 قتيل و1450 جريح مابين الثالث إلى التاسع من الشهر الجاري، ما تعليقكم؟ هذه أرقام أشكك في صحتها، من المفترض أننا نملك مركز وطني هو المسؤول عن تحديد الأرقام، وينبغي عليه أن يفرض نفسه ليعطي الأرقام الموجودة بالدقة المطلوبة. مهما اختلفت الأرقام المصرح بها تبقى النسبة مرتفعة والحصيلة مرعبة، ما الذي يحدث في طرقات الجزائر؟ الأسباب واضحة جدا، نقص التوعية وكل من هب ودب يحصل على رخص السياقة بطريقة أو بأخرى.. والتحسيس والتوعية من أهم الوسائل للحد من حوادث المرور في بعض البلدان المتقدمة التي تشرط شهادات دراسية ومستوى ذهني معين حتى يستطيع المترشح الحصول على رخصة السياقة. في الجزائر صدرت عدة قوانين من هذا القبيل منذ سنة 1987 لكنها لم تدخل حيز التنفيذ إلى هذه الساعة ولا أحد يدري لماذا...؟ هل تشير إلى أن القوانين الردعية لم يعد لها مفعول؟ القضية ليست قضية غرامة مالية أو مصالح أمن... فعالية مصالح الأمن تقف عند النقاط التي يتواجدون فيها، وجميع الحوادث تقع بعيدة عن أعين الشرطة والدرك، الردع له نتائجه، صحيح.. ولكن فعاليته محدودة لا ترقى إلى هذا الكم الهائل من السيارات التي تغزو شوارعنا، فمثلا هذه السنة 400 ألف سيارة تدفقت إلى الجزائر، وهذا يعني 400 ألف سائق جديد، هل يا ترى هؤلاء يملكون الكفاءة اللازمة للسياقة؟... الجواب طبعا لا. ما الذي يجب فعله في رأيكم، لا قوانين ردعية نفعت ولا حملات تحسيسية وتوعوية أتت أكلها؟ الخلل يكمن في دماغ السائقين، ويجب تغيير الذهنيات عن طريق حلول تأتي من الجزائريين أنفسهم، فأهل مكة أدرى بشعابها وليس من الغرب أو الشرق... الجزائر ليست ألمانيا ولا كندا ولا تناسبها العقلية الألمانية ولا الكندية.. لدينا الكفاءات اللازمة لإيصال الرسالة إلى المواطن الجزائري عن طريق الحصص التلفزيونية والإذاعية. حوادث المرور تشهد ارتفاعا خلال شهر رمضان الذي نحن على أبوابه، ما تعليقك؟ هل تعلم أنه في اليوم الأول من رمضان2011 سجلنا 20 قتيلا ما بين الساعتين الخامسة والسابعة، إنها مصيبة كبيرة، وإن استمر الأمر على حاله، فإن النتائج ستكون وخيمة. ماهي رسالتكم للسائقين؟ أقول لهذا المواطن يا أخي إذا كنت صائما فإن السيارة لا تصوم. وطبقا للقانون والعقل والمنطق إذا كان السائق يتحكم في سيارته فإن السيارة تصبح وسيلة عادية للتنقل وهي في إطارها الطبيعي والمعقول. أما إذا كانت السيارة تتحكم في السائق فتصبح وسيلة للقتل والإرهاب.