دعا قياديون سابقا في جبهة القوى الاشتراكية ومعارضو القيادة الحالية للحزب إلى الوقوف في وجه ما وصفوه ب''محاولة بيع الأفافاس للسلطة''. وموازاة مع تأكيدهم أن مشاركة الحزب في تشريعيات 10 ماي الفارط ''مشكوك فيها''، أعلن المجتمعون عن مشاركتهم في ندوة وطنية للديمقراطيين ستعقد قبل نهاية السنة الجارية. وأكد المتدخلون في تجمع شعبي نظمه المنشقون عن الأفافاس، أمس أمام المبنى القديم لبلدية تيزي وزو، أن اختيارهم لهذا المكان جاء دلالة على ميلاد حزب الأفافاس مجددا، حيث ولد الحزب لأول مرة في هذا الموقع. وأوضح علي قربوعة الذي كان أول المتدخلين، أن معارضي القيادة الحالية للحزب يرفضون بيع الحزب للسلطة، مضيفا أن مشاركة الأفافاس في التشريعيات الأخيرة مشكوك فيها، مستدلا في ذلك بولاية البويرة التي -حسب قوله- رفضت القاعدة الحزبيه فيها المشاركة في الانتخابات الأخيرة قبل أن يتم الاعتداء على رغبة هذه القاعدة. وأشار المتحدث إلى أنه في الحملة الانتخابية للتشريعيات تم استعمال مصطلحات تتجه في صالح السلطة، وهو ما يعد حسب قوله ''انحرافا عن مبادىء الأفافاس''. وقال علي قربوعة إن قيادة الحزب الحالية ''كانت تستعد للدخول في الحكومة المقبلة، قبل أن تعدل عن ذلك بسبب تحركاتنا حيث نسعى لتفادي انحراف الحزب''. من جهته ذكر مصطفى بوهادف أن قدماء الأفافاس معنيون بما يحدث في الحزب ''لأننا ناضلنا فيه، ولو أننا لسنا منتمين لصفوف الحزب من الجانب التنظيمي''. بدوره أكد سمير بوعكوير الذي أقصته القيادة الحالية من صفوف الحزب مؤخرا، أن جماعته وجهت دعوة رسمية للسكرتير الأول للحزب، علي العسكري، لحضور تجمع تيزي وزو، لكنه لم يحضر. وشدد جمال زناتي النائب سابقا في البرلمان وأحد أبرز الحاضرين، أن الأفافاس ''لك يكن في يوم من الأيام في خدمة السلطة ولن نقبل أن يكون كذلك''. ومثلما أوضح ''الأفافاس اختار دوما أن يكون بجانب الفقراء والمعوزين''. وبرأيه فإن انكسار الأفافاس هو انكسار للديمقراطية وأن الحزب ليس مجرد حزب بقدر ما هو تاريخ، مضيفا أن خمسينية الاستقلال تكللت بالفشل وفقدت خلالها الجزائر سيادتها ''كون جميع القرارات تأتي من الخارج''. وكان تجمع، أمس بتيزي وزو، قد حضره غاضبون على القيادة الحالية للأفافاس من الولايات المجاورة بومرداس والبويرة وبجاية، وجرى في ساحة عمومية وانتهى دون حوادث.