اُفتتح، ليلة أول أمس، بفضاء ''بلاصتي''، ضمن ليالي ''ألف نيوز ونيوز''، أسبوع المونولوغ، بعرضين لكل من هناني جهيد من سيدي بلعباس، وسيف الدين بوهة من سكيكدة، العرضان ناقشا موضوعين هامين يخصان العنف في الملاعب، ومشكل الحرة. ''فوت غول'' الحكم ضحية دوما يبدأ هناني جهيد مونولوغ ''فوت غول'' بالقول ''أنا خوكم، جزائري كيفكم، كرّاي وعندي سبع أولاد''، في محاولة لاستعطاف جمهور الكرة الساخط، كونه تقمص شخصية الحكم، الذي يتعرّض للضرب من قبل اللاعبين والجمهور، إثر إعلانه لمخالفة لصالح الفريق الخصم. طرح نجم العرض عدة ظواهر تتعلق بكرة القدم في الجزائر، منها ما سماه ''حفاوة الاستقبال'' و''عبارات أناشيد المحبة''، التي تميز جمهور الساحرة المستديرة ببلدنا، كقولهم ''رابحين قاتلينكم، خاسرين قاتلينكم''، ''الدخلة دخلتو والخرجة منين''، الهتافات التي أعلن عبرها الجمهور نزعته إلى استخدام العنف بغض النظر عما ستؤول إليه نتيجة المباراة، وبالحديث عن الجمهور تساءل ''الحكم'' عن مصدر طاقته وهيجانه، خاصة الفئة التي تدخل الملعب لتحطيم الكراسي، وأولئك الذين يتمكنون من تسريب الأسلحة البيضاء بمختلف أنواعها، ليستخدمونها في الاعتداءات، وإثارة الرعب في أحسن الأحوال. مع بداية المباراة، ينقلنا الممثل إلى وسط الملعب، حيث تدور الحرب الحقيقية بين اللاعبين، الذين يتفننون في ضرب بعضهم البعض، ليتظاهروا بأن ذلك لم يكن عمدا، وبتعرّض أحد لاعبي الفريق الزائر إلى العرقلة من الخلف في مربع العمليات، يعلن الحكم عن ضربة جزاء مستحقة، ليبدأ معها كرنفال الضرب المبرح الذي تعرّض له من قبل اللاعبين، وكذا التهديدات والإغراءات ومحاولات الرشوة من مسؤولي الفريق، وحتى إمام المسجد الذي كال له الكثير من الأدعية، بالهلاك طبعا .الأمر لم يتوقف هنا، فجمهور الفريق ضحية ضربة الجزاء، اقتحم الملعب ليمارس ما يعتبره ''حقا'' في تأديب الحكم، الذي تسبب في إيقاف المباراة المصيرية، بعد خمس دقائق من انطلاقها، والمفاجأة أن حتى أنصار الفريق المستفيد من ضربة الجزاء، لم يستطيعوا كبح أنفسهم من ممارسة عادة الاعتداء بالضرب على الحكام! ينقل الحكم في حالة كارثية إلى المستشفى، الذي يتحوّل كذلك إلى مكان لمواصلة سيناريو الملعب، حيث يلتقي بأنصار الفريق من عاملي المستشفى، الممثلين في الأطباء والممرضين، الذين يواصلون باستعمال الأدوات الطبية تأديب الحكم، عوض علاجه. ليختتم هناني عرضه، بتذكير الجمهور أن الرياضة تحمل أهدافا نبيلة، وتأسف أن العنف أصبح جزءا لا يتجزأ من المقابلات في الجزائر، ومصدر افتخار، ودليلا على وحدة صفوف المناصرين ضد ''العدو''، واقترح أن تلعب المباراة القادمة دون حكم لإرضاء الجميع. ''المدني ولد المنسي'' منسي وسط الجموع يطرح سيف الدين بوهة أصيل مدينة سكيكدة، في مونولوغ ''المدني ولد المنسي''، مشكل الحرة وأسبابها، وأهم المشاكل التي يواجهها الشباب مثل البطالة، الآفات الاجتماعية، وكذا صعوبة الزواج .لدرجة أنه اقترح محو كلمة ''مستقبل'' من اللغة العربية، لأنها لا تحمل أي معنى! ككثير من الشباب الجزائريين، يصادف ''المدني'' خلال رحلة البحث عن عمل، عراقيل عديدة، ليس بسبب مؤهله الدراسي الضعيف، فالشركات ترفضه بسبب معاناتها من فائض في العمال، ودخولها مجال الخوصصة الذي ينزع إلى استخدام الآلة عوض اليد العاملة .وبهذا يعيش المدني ككل الشباب البطال، على ما تجود به العائلة من مصروف قليل، لا يسمح بأكثر من اقتطاع تذكرة للدخول إلى السينما، هذا إذا ما تحصل عليه، في ظل اعتبار الأم لمشاهدة الأفلام ترفا، بالنسبة لشاب في مثل حالته . يقع المدني في حب آمال بنت الجيران، وضعيته لا تسمح بأكثر من الحديث الهاتفي معها، فالبيت أصبح مكانا للصراع بين الإخوة، الذين يريد كل واحد منهم أن يكون الآمر الناهي فيه، ويجسد لنا الممثل شخصيات إخوته بين ''الذكوري''، ''المثقف''، ''المدلل'' و''الأخت سليطة اللسان''، في حين يكون المدني الحلقة الأضعف، ليرضى بلقب ''حشيشة طالبة معيشة''، رغم هذا يتشجع لمواجهة والد آمال، فيذهب لخطبتها، في هيئته المعهودة، التي تلقى الرفض تحت الشروط المادية التعجيزية التي يضعها الوالد، ليضطر إلى تغيير هيئته إلى شخصيات أخرى، لعل أبرزها كانت شخصية ''الطالب'' أو السلفي، الذي يحاول الإقناع بالاعتماد على قاموس الترغيب والترهيب، ليفشل في كل تجلياته في إقناع والد فتاته بقبوله زوجا لها. لمشاهدة فيديوهات العرضين زوروا: www.alfazzaa.com