تحولت احتجاجات المواطنين المتجددة على الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي إلى مشهد عام يطبع الحياة اليومية للمواطنين، في ظل إصرار مصالح الشركة الوطنية لتوزيع الكهرباء والغاز على عدم حل مشاكلها تجاه زبائنها والتي تتحجج بأن الإشكال يرجع إلى سوء تسيير السياسات المتعاقبة على الشركة. وما زالت الاحتجاجات على الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الذي أدخل المواطنين في معاناة حقيقية في عز الصيف من جهة، وخلال أيام شهر الصيام، ففي الساعة الثانية زوالا من نهار أول أمس، خرج حوالي 150 شخص بحي الجبل وبوروبة وهي أكثر الأحياء شعبية بالعاصمة، إلى الشارع في احتجاجات عارمة قاموا خلالها بغلق الطريق الوطني رقم 38 الرابط بين بوروبة والحراش أمام حركة المرور لأكثر من خمس ساعات تعبيرا عن سخطهم وغضبهم الشديدين من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي.. واستعمل المحتجون المتاريس وحرق العجلات المطاطية وأغصان الاشجار والحجارة لقطع الطريق المذكور أمام المارة، مطالبين بتدخل مصالح شركة سونلغاز لإصلاح العطب ووضع حد نهائي لانقطاعات التيار الكهربائي، مهددين بتصعيد الاحتجاج في حال تماطل المصالح المعنية في حل الإشكال، وهذا في ظل غياب تام للسلطات المحلية، الأمر الذي أدى إلى تدخل مصالح الشرطة لإعادة الأمن بالمنطقة.. ولم تجد مصالح الشرطة حسب ما أكدته مصادر موثوقة ل «الجزائر نيوز»، التي تنقلت إلى عين المكان من وسيلة لتهدئة الوضع سوى أداء دور الوسيط بين المحتجين ومسؤولي سونلغاز، حيث تحاورت مع المتظاهرين لنقل انشغالاتهم بطريقة حضارية بعيدا عن مظاهر العنف، حيث اختارت ممثلين عن المحتجين لنقلهم عبر وسائل نقل مصالح الشرطة إلى فرع سونلغاز الحراش لطرح انشغالاتهم على المباشر للمعنيين بالأمر، حيث قررت مصالح الشركة ايفاد فريق عمل لتفقد الوضع وتحديد مكان الخلل، إلا أن فريق العمل تمكن من إصلاح العطب في حدود الساعة السادسة مساءا.. وبالرغم من إصلاح مصالح سونلغاز للعطب تضيف مصادرنا إلا أن الطريق لم يفتح أمام حركة المرور بسبب رفض المحتجين فتحها لإعتقادهم أن إصلاح العطب مجرد مناورة من المصالح المعنية لإرغامهم على فض الاحتجاج، وعادوا إلى الاحتجاج بقوة بإضرام النار في العجلات المطاطية، ظنا منهم بأن إجراءات إصلاح العطب لم تكن جدية ولكن وفي حدود الساعة السادسة والنصف عادت المنطقة إلى وضعها الطبيعي بعودة التيار الكهربائي، وتفرق على إثرها المحتجون، وقام أعوان الحماية المدنية بتنقية الطريق وفتحه أمام المارة.. وفي الساعة الثالثة صباحا من فجر أول أمس، نشبت احتجاجات مشابهة بحي واد اوشايح بطلها 40 شخصا أغلقوا على إثرها الطريق الفرعي المؤدي إلى الحي أمام المارة احتجاجا بدورهم على الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، وعلى عدم قيام مصالح البلدية برفع الأوساخ بالمنطقة. وتدخلت مصالح الشرطة التي قامت بالاتصال بمصالح سونلغاز عن طريق الهاتف لإخطارها بالعطب، والتي ردت بأنها ستتخذ ما تراه ملائما لتسوية الإشكال، عكس مصالح البلدية التي لم تجب على مكالمتهم.. وأكدت مصادرنا بأنه وفي حدود الساعة السابعة و56 دقيقة مساء، عادت الأوضاع إلى مجراها الطبيعي بعودة التيار الكهربائي إلى منازل المتظاهرين، وذلك بعد تنقل فرقة سونلغاز إلى الحي، حيث تم على إثرها فتح الطريق أمام المارة.