أقدم، أمس، المئات من مواطني قرى بلدية أعفير على غلق الطريق الوطني رقم 24 الرابط بين بلديتهم وبلدية تيقزيرت بولاية تيزي وزو، احتجاجا على انعدام مياه الشرب بحنفياتهم منذ أزيد من ثلاثة أشهر. صب سكان البلدية جم غضبهم على السلطات المحلية التي اتهموها بالتهاون والتنصل من مسؤوليتها على حد تعبير عدد منهم في حديثهم ل “الجزائر نيوز"، وقال المحتجون إنهم يعانون الأمرين بعيدا عن أعين السلطات التي تتجاهل مطلبهم الذي وصفوه بالشرعي وتزويدهم بماء الشرب الذي أصبح الهاجس الأكبر الذي يؤرق سكان البلدية بأكملها بعدما غابت هذه المادة الحيوية التي يكثر عليها الطلب في فصل الصيف وهذه الأيام التي تعرف موجة حر شديدة، لأزيد من ثلاثة أشهر. وأضاف المحتجون أنهم قضوا شهر رمضان والعيد دون ماء رغم نداءاتهم واحتجاجاتهم المتكررة التي لم تجد الأذان الصاغية، الأمر الذي عمّق من إحساسهم بالتهميش، وأشار أحدهم إلى أن بلديتهم يجهلها المسؤولون الذين يتذكرونها فقط في المواعيد الانتخابية، وقال آخرون إن تكاليف الصهاريج أثقلت كاهلهم، خاصة وأنهم محدودو الدخل، وأن استعمال مياهها اقتصر على الأشغال المنزلية، فيما يضطرون لاقتناء قارورات المياه المعدنية التي اتخذ منها بعض التجار فرصة لزيادة الربح أمام كثرة الطلب عليها، مؤكدين أن عائلات أخرى لا تستطيع اقتناءها لتجد نفسها أمام رحلة البحث عن منابع مائية بالبلدية والتي جف أغلبها، وما أثار استياء سكان البلدية التي يعتمد أغلبها على الفلاحة وتربية المواشي تأثرهم بغياب الماء الذي يهدد حياتهم على حد قولهم، وقد أرجع محدثنا سبب هذه الندرة إلى تعطل خزان المياه الواقع بقرية أولاد خداش الذي يمول عددا من قرى أعفير، وأكد سكان البلدية أن مشاريع ربطهم بسد تاقصبت ومحطة تحلية مياه البحر بكاب جنات ومشاريع أخرى للقضاء على مشكل انعدام ماء الشرب ببلديتهم لم ترَ النور بعد. من جهته، قال مصدر من بلدية أعفير إن سبب عدم تجسيد المشاريع المتعلقة بالمياه والقضاء على هذا المشكل الذي تعاني منه البلدية، منذ سنوات، يعود إلى رفض بعض الخواص مرور أنابيب هذه المياه. وتجسيدها بأراضيهم رغم تطمينات الدولة بتعويضهم.