يجد ما يسمى ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' صعوبة كبيرة في الترويج للحرب الدعائية لأعمالها الإرهابية والإجرامية، بعد أن تعرضت كل المواقع الإلكترونية والمنتديات الجهادية التي تبث من خلالها بيانات هذا التنظيم لهجوم من قبل مصالح الاستخبارات الأمريكية التي حرمتها من كل اتصال خارجي أو الترويج لدعايتها · تتعرض الجماعة السلفية لعزلة تامة، بعد أن تم عزلها عسكريا في إطار الحملة الكبيرة التي تشنها قوات الأمن المشتركة ضد معاقل الجماعة الإرهابية في مرتفعات القبائل ومناطق مختلفة من الوطن، أثمرت في بداية الأمر، تجفيف منابع تمويلها وإلقاء القبض على عدد من قياداتها واضطرار عدد من الإرهابيين إلى تسليم أنفسهم لمصالح الأمن المختصة· وقد لجأ تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى دخول مجال الأنترنت عام 2002، أي عندما تولى نبيل صحراوي قيادة هذا التنظيم، لكن سرعان ما تم إلقاء القبض عليهم في غابات أكفادو، بعد أن تعقب مصالح الأمن آثارها، وقد تم تدمير مقر اللجنة الإعلامية للتنظيم الإرهابي بعين المكان أي بغابات أكفادو، كما تم توقيف أحد الإرهابيين المتخصصين في مجال المعلوماتية· وقد تضاعف عدد المواقع الإلكترونية التابعة للجهاديين النشطين منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001، وكان عدد المواقع 21 موقعا قبل ثماني سنوات، أما الآن فهي أربعة آلاف وخمسمائة موقع، وتشيد هذه المواقع بالقاعدة أو بأفكارها· وكانت أداة الاتصالات الرئيسية للقاعدة بعد 11 سبتمبر هي النداء دوت كوم، وهي بيت تخليص بيانات جديدة من قيادة مجموعة بن لادن بعد ارتخاء قبضته على أفغانستان، وسيد الشبكة وكبير دعائيي الموقع عرف من محللين غربيين بأنه يوسف العيري، وهو رجل دين سعودي، وكان أحد مدربي القاعدة في أفغانستان، وفي صيف عام 2002 طاردته السلطات الأمريكية ومتطوعون كانوا يحاولون إغلاق موقعه عبر عدة مواقع كمبيوتر، وفي إحدى المراحل استطاع مصور أن يسيطر على اسم مجال دوت كوم، فانتقل الموقع إلى خدمات كومبيوتر في ماليزيا ثم تكساس ثم ميتشيغان، وقتل العيري على يد قوات الأمن السعودية في ماي 2003 واختفى موقعه في نهاية المطاف، لكن هناك المئات ممن خلفوه، وإدراكا من تنظيم القاعدة بأن مواقع الأنترنت التابعة قد أصبحت معرضة للخطر بصورة كبيرة، فإن القاعدة والتنظيمات التابعة لها انتقلت إلى لوائح نشرات الجهاد المنتشرة بسرعة ومواقع الأنترنت التي عرضت خدمات تحميل مجانية، حيث يمكن تخزين الملفات·