كشف، المخرج الجزائري عبد الرحمن مصطفى، ل ''الجزائر نيوز''عن فيلمه الوثائقي الجديد الذي انتهى من إنجازه مؤخرا، تحت عنوان ''دنان الموت''، وهو يعرض شهادات حية عن بشاعة ووحشية أساليب التعذيب التي انتهجها الإستعمار الفرنسي في حق الشعب الجزائري· يظهر، الفيلم الذي أخرجه عبد الرحمن مصطفى بالتعاون مع ''ديجيتال ديزاين''، ما تعرض له الجزائريون خلال الفترة الإستعمارية وحرب التحرير، ويبرز العنف الممارس من طرف الجيش الفرنسي ضد المدنيين الجزائريين العزل والذي نجهل عنه الكثير· ''براميل الموت''، عبارة عن غرف تخزين الخمر بمزارع الكروم والتي تحولت خلال حرب التحرير إلى غرف جديدة للغاز مخصصة للإبادة الجماعية، بعد الدنان التي تسببت في حرائق الظهرة، ومن بين هذه الدنان تلك المتواجدة بمزرعة ''جيزون'' بحجاج التي تحمل أسوأ الذكريات المتعلقة ببشاعة الاستعمار الفرنسي الذي استعمل هذه الوحشية في التعذيب قبل أن يستعملها النازيون في الحرب العالمية· يضم، الفيلم، مجموعة من التصريحات والشهادات الخاصة ببعض الأشخاص الذين نجوا وهربوا من شناعة جرائم الاستعمار الذي كان يلقي بالجزائريين المحكوم عليهم بسبب انتمائهم لجبهة التحرير الوطني في دنان الخمر الفارغة، التي تطلق غازات سامة بعد تفريغها من محتواها وهي غازات تسهل الاختناق، ليبقوا هناك حتى الموت بلا طعام ولا ماء· وقد تم جمع الشهادات من مختلف مناطق الوطن على غرار سعيدة ووهران ومستغانم وسيدي بلعباس وموزاية وبئر خادم والسحاولة وكذلك بجاية· وأرجع، المخرج، سبب اهتمامه بهذا الموضوع إلى تشجيع المؤرخ والكاتب عمر خوجة بعد المؤتمر الدولي الخاص بالجرائم ضد الانسانية الذي عقد في 1993، حيث طرح خوجة موضوع التعذيب في دنان الخمر، وأقال المخرج أن ذلك حفزه على كشف وحشية المستعمر والحقائق التي نجهلها عن تاريخنا وذاكرتنا الجماعية·