وقع رئيس السودان عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت أول أمس، بروتوكول تعاون لحل قضايا خلافية، لا تشمل منطقة أبيي والحدود، وذلك بعد مفاوضات ماراثونية استمرت أربعة أيام بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وتوصل الطرفان إلى اتفاق جزئي يقضي باستئناف تصدير النفط عبر الأراضي السودانية، وإقامة منطقة منزوعة السلاح على الحدود المشتركة، التي لم ترسّم. وعقب التوقيع شدد سلفا كير على أن اتفاقات التعاون والاتفاقيات الأمنية التي وقعت أمس أول، تعني “نهاية نزاع طويل" بين البلدين. وقال أيضا “اليوم هو يوم عظيم في تاريخ منطقتنا خصوصا السودان وجنوب السودان، نحن نشهد توقيع اتفاق تعاون ينهي نزاعا طويلا بين بلدينا". كما أعلن سلفا كير أن الخرطوم وجوبا لم تتمكنا من التوصل إلى اتفاق حول مستقبل منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها بين البلدين، وذلك في ختام حفل توقيع شمل سلسلة اتفاقات تعاون وأخرى أمنية بين البلدين. وقال كير “للأسف إن أخي الرئيس السوداني عمر البشير وحكومته رفضا بالكامل اقتراح الاتحاد الإفريقي حول هذا الموضوع، مؤكدا أنه كان مستعدا من جانبه للقبول به. كما قال أيضا إن هذا الملف بات مجددا في عهدة الاتحاد الإفريقي. من جانبه، أشاد البشير بتوقيع بروتوكول التعاون وأعلن المشاورات والمفاوضات لحل باقي الخلافات وتحديدا حول أبيي. كما تحدث عن فتح صفحة جديدة استنادا للروابط للثقافية والاجتماعية بين السودان وجنوب السودان. في غضون ذلك، أعلن جنوب السودان أن إنتاج النفط سوف يستأنف بنهاية العام، وأوضح باقان أموم كبير مفاوضي جنوب السودان في أديس أبابا حيث وقع رئيسا البلدين الاتفاق أن الاستعدادات بدأت لاستئناف التصدير. وبينما رأى مراقبون أن الاتفاق ليس شاملا، رأى وزير الاستثمار السوداني مصطفى عثمان إسماعيل أنه خطوة في غاية الأهمية لبناء جسور الثقة بين البلدين. ولم تنشر تفاصيل الاتفاق، ولكن الحديث يدور عن أنه ينص على منطقة عازلة يجب أن ينسحب منها الجيشان وستكون بعمق 10 كيلومترات من كل طرف من الحدود. وقد أكد مسؤولون من الطرفين أنه جرى الاتفاق على إجراء جولة أخرى من المحادثات حول مشكلة الحدود والمناطق المتنازع عليها، بينما لم يحدد أي موعد بشأن ذلك. من ناحيته، قال المسؤول في الاتحاد الإفريقي بارني أفاكو بحفل التوقيع إن البلدين اتفقا على رزمة اتفاقات ستضمن أن البلدين اللذين انفصلا حديثا “سيكونان دولتين قابلتين للاستمرار".