في قديم الزمان·· ليس بالقديم القديم·· كان حين يسقط المطر يقول الناس ''راهو جا الخير''·· وتمتد الأيادي للسماء تضرعا لله ودعوة وخشوعا كي يستجيب الرب للأمنيات البسيطة التي لا تتعدى الستر والرحمة·· الآن··· أصبح مجرد التفكير في نزول قطرة مطر أصبح مثل الكابوس المرعب الذي بإمكانه أن يحيي ويميت·· نهق حماري عاليا وقال··· ربما أكثر من ذلك··· فصل الشتاء لم يعد يمر مرور الضيف الهادئ بل أصبح يجرف معه البشر والأشياء ويغرق الدنيا حتى يتلطخ وجهها بالطين والغرقة·· قلت له·· أيها الحمار الفاهم لو كانت المشكلة كلها في الغرقة والطين لا كان الأمر هينا ولكن حوادث المرور التي تقتل الناس بلا هوادة والطرق الخطيرة هذه هي المصيبة·· قال حماري·· معك كل الحق·· ربما لا نستطيع حتى إحصاء عدد القتلى الذين أخذتهم الطرقات منذ بداية الخريف إلى الآن·· وأضاف ضاحكا·· أنت تعرف يا صديقي أن هذه المعاناة التي يعرفها المواطن المسكين تتحمّل مسؤوليتها الدولة التي تترك الناس يعيشون في المناطق العشوائية و''الفرابة'' التي يجرفها الماء مباشرة إلى الهلاك·· وغيرها من المخاطر التي تلحق ب ''الغاشي'' المسكين الذي أصبح مصيره مرهون ''بمجيرية''·· لذلك أنا وجدت الحل الذي قد يريح الجميع·· مادام الدولة عجزت عن ترقيع الأرض فلماذا لا تتبرع وتبلط السماء بالسيمان والكرلاج وبهذا لن تسقط قطرة ماء واحدة وتبقى الأرض على حالها··· ضحكت من كلام هذا الحمار··· ماذا أقول·· هو حمار·