استبعدت فرنسا إرسال قوات برية إلى مالي إلا أنها لم توضح ما إذا كان سلاح الجو الفرنسي بإمكانه ضمان شروط محددة للتدخل في عمليات إسناد جوي لقوات إفريقية برية، حيث وقعت، أول أمس، اتفاقا مع دول مجموعة الإكواس لدعمها عسكريا. وأثناء اجتماع عقده وزراء الدفاع الأوروبيون مساء الأربعاء الماضي في قبرص، تحدث جان ايف لودريان عن “ضرورة مساهمة أوروبا في تسوية النزاع" في مالي، مؤكدا أن “الأمر عاجل"، ودعا الوزير الفرنسي زملاءه الأوروبيين إلى تقديم اقتراحات حول مساهمتهم وذلك ريثما ينعقد الاجتماع المقبل منتصف شهر أكتوبر. وتعد القوى العسكرية الفرنسية في إفريقيا ما يقارب 5 آلاف عنصر، وترتكز خصوصا على “قاعدتي عمليات متقدمتين" في جيبوتي والغابون وعلى “مركزين عمليين للتنسيق الإقليمي" في تشاد والسنغال. وهذان المركزان سيساهمان بشكل أساسي في مساندة أي عملية لدول غرب إفريقيا في مالي. وينتشر حوالي 950 عسكري فرنسي في تشاد في إطار عملية “ايبيرفييه" التي تم إطلاقها عام 1986 وتضم قاعدتين رئيسيتين في نجامينا وابيشي (شرق)، إضافة إلى لواء في فايا (شمال). وتستخدم العملية 12 مركبة جوية بينها خمس مقاتلات ميراج مزودة بأجهزة تصوير وكاميرات. من جانبها، تعد القوة الفرنسية في السنغال 350 عسكري فرنسي بينهم مدربون مكلفون خصوصا بالقيام بتدريبات في بلدان الساحل، أي النيجر ومالي وموريتانيا المتوقع صدور قرار جديد وتوضيح حاجات مجموعة دول غرب إفريقيا خلال الأسابيع المقبلة. وبحسب خبراء ففي إمكان فرنسا تزويد مجموعة دول غرب إفريقيا بمعلومات استخبارية، من تسجيلات صوتية إلى صور ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية وصور وأفلام تم تسجيلها من طائرات أو من طائرات بدون طيار، إضافة إلى مساعدة تقنية ووسائل نقل كالمصفحات الخفيفة أو الشاحنات.