لا تزال معاناة حوالي 100 عائلة بحي “الشانطي" ببن طلحة، التابعة إقليميا لبلدية براقي، متواصلة ومتفاقمة، نظرا لحجم النقائص والمشاكل التي تتخبط فيها هذه العائلات منذ حوالي 17 سنة، مطالبين السلطات المعنية بانتشالها وترحيلها قبل انفجار الوضع، حيث تشهد وضعيتها السكنية أوضاعا متردية تنذر بخلق أوبئة وأمراض خطيرة. وحسب أحد القاطنين، فإن العائلات التي تقطن هذا المكان منذ سنة 1996، كان بسبب الأزمة الأمنية التي شهدتها الجزائر في السنوات الماضية، مما دفع بهم اللجوء إلى هذه البنايات والإقامة فيها دون ماء ولا كهرباء ولا غاز طبيعي، ولا حتى قنوات صرف المياه. وفي سياق ذي صلة، أكدت إحدى العائلات أن حيها لا يتوافر على أبسط ظروف المعيشة، إذ يفتقر للعديد من الضروريات، خاصة المياه الصالحة للشرب، حيث يضطر القاطنون إلى استعمال الحنفيات التي نصبتها السلطات في مدخل الحي، والتي تغيب عنها شروط النظافة تماما، خاصة مع عدم اكتمال قنوات الصرف الصحي التي أصبحت تفيض من كل مكان، مع انتشار الروائح الكريهة الناتجة عن تراكم أطنان النفايات داخل الحي لتشكل بذلك مزبلة عمومية تعيش بداخلها مختلف الحيوانات من قطط وجرذان وحشرات ضارة. للإشارة، فقد تم تصنيف هذا الحي في الخانة السوداء من طرف المصالح الصحية، بسبب الانتشار المذهل للجرذان والحشرات السامة التي تدخل البيوت، مما زاد من اتساع ثغرة معاناتهم. وما زاد الطين بلة -حسب محدثينا- هو توافد أعداد أخرى من العائلات وإقامتها لبيوت قصديرية على مستوى الحي، مما تسبب في تأزيم الوضع وتعقيده. من جهة أخرى، أشار القاطنون إلى مشكل آخر لا يقل أهمية عن سابقيه والمتمثل في غياب غاز المدينة، وهي المادة الحيوية التي تعتبر أولى ضروريات الحياة، مؤكدين أن غيابها جعلهم يعانون الأمرّين أثناء تنقلهم لجلب قارورات غاز البوتان نظرا للمسافة الكبيرة التي يقطعونها للحصول عليها. في سياق آخر، أضاف سكان الحي إن البناية التي يقطنونها غير آمنة، لأنها مشيدة دون مخطط، مشيرين إلى خطر السلالم غير المكتملة على أطفالهم خاصة في الليل، حيث لا تتسع الغرف لأفراد العائلات الذين يتقاسمون غرفة واحدة، وعليه يطالب سكان حي “الشانطي"، الجهات المعنية في البلاد، بإيجاد حل للوضع المزري الذي يعيشونه، نظرا للعواقب الوخيمة التي يمكن أن تنجر عنها، على غرار إصابة العديد من السكان بأمراض مزمنة، فالوضع المتعفن تسبب في تدهور الحالة الصحية لأغلب السكان الذين صاروا يعانون من مختلف الأمراض الجلدية والتنفسية.