حسب محدثينا، فإن 100عائلة سكنوا المكان سنة 1996 بسبب الظروف الأمنية المتدهورة التي عرفتها المنطقة، حيث لجأوا إلى الحي واستغلوا هيكل أحد البنايات، التابع للتعاضدية التي لم يكتمل مشروع بنائها لأسباب أمنية. وقد قام السكان بمواصلة عمليات البناء بإمكانياتهم الخاصة وأقاموا هناك بدون ماء ولا كهرباء ولا حتى قنوات صرف صحي، مما أدى إلى تدهور حالة الحي. وما زاد الطين بلة، هو رمي الأوساخ والقاذورات وسط الحي ليزداد الوضع سوءا بعد توافد أعداد أخرى من السكان وإقامتهم لبيوت قصديرية على مستوى الحي، مما تسبب في تراكم الأطنان من النفايات وسط البنايات، ناهيك عن قنوات الصرف الصحي التي تصب بشكل عشوائي في المكان وانبعاث الروائح الكريهة، حتى أن الأطفال المتمدرسين على مستوى الإبتدائية المجاورة للحي لم يسلموا من الروائح التي تسد الأنفس المنبعثة من الحي. وفي ظل هذا الوضع يعيش سكان حي “الشانطي” وسط مفرغة عمومية كبيرة تعج بالجرذان والحشرات الضارة، التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على القاطنين بالحي وخاصة الأطفال، فالوضع المتعفن تسبب في تدهور الحالة الصحية لأغلب السكان الذين صاروا يعانون من مختلف الأمراض الجلدية والتنفسية وأمراض الحساسية والربو. وأبدى السكان تخوفهم الكبير من تطور الوضع إلى الإصابة بأمراض العصور القديمة، على غرار الطاعون والكوليرا، في ظل صمت السلطات. وحسب محدثينا فقد تم تصنيف الحي في الخانة السوداء من طرف المصالح الصحية بسبب الإنتشار المذهل للجرذان التي صارت تدخل البيوت، تقول إحدى السيدات “نعاني الأمرّين من تساقط فضلات الجرذان من الأسقف على الطعام، كما أننا صرنا لا ننام خوفا منها، خاصة بعد الحادثة الأخيرة أين تعرضت طفلة ذات 9 أشهر لعضة جرذ، مما زاد في انتشار الهلع وسط السكان”. من جهة أخرى، قال أحد السكان إن البنايات التي يقطنونها غير آمنة لأنها مشيدة بدون مخطط وبشكل عشوائي، كما أشار المتحدث إلى خطر السلالم غير المكتملة على الأطفال وكبار السن خاصة مع تخييم الظلام، والمشكل الآخر الذي يعيش في ظله السكان هو الضيق الشديد، حيث لا تتسع الغرف لأفراد العائلات الذين يتقاسمون غرفة واحدة، في ظروف أقل ما يقال عنها أنها مأساوية، إضافة إلى جلبهم قارورات الغاز من بعيد متحملين عناء نقلها إلى بيوتهم. وعليه يطالب سكان حي “الشانطي” السلطات المعنية بإيجاد حل للوضع المزري الذي يعيشونه بترحيلهم إلى سكنات لائقة في القريب العاجل، وإنقاذ أطفالهم من كارثة بيئية وشيكة.