منعت أمس، قوات الأمن أفراد التعبئة المجندين ضمن عملية مكافحة الإرهاب ما بين (1995- 1999) من تنظيم مسيرتهم الوطنية، وذلك انطلاقا من مدينة ذراع بن خدة الواقعة على بعد 12 كم غرب مقر ولاية تيزي وزو، باتجاه الجزائر العاصمة، وفقا ما كان مقررا عليه في الاجتماع الأخير الذي عقدوه على مستوى محطة خروبة بالعاصمة، الذي حظره العديد من مندوبي أفراد التعبئة القادمين من عدة ولايات الوطن. حيث احتشد ومنذ الساعات الأولى من صبيحة أمس، المئات من المجندين أمام الملعب البلدي لمدينة ذراع بن خدة الذي حددته التنسيقية الوطنية كنقطة بداية المسيرة. وفي السياق ذاته، وقبل حلول موعد بداية المسيرة الذي كان مقررا على الساعة التاسعة، قامت قوات الأمن الحاضرة بمكان تجمع المحتجين، بغلق كل المنافذ المؤدية نحو الطريق الوطني رقم 12 الرابط بين مدينتي تيزي وزو والجزائر العاصمة، حيث انتشرت في العديد من النقاط لاسيما لدى المدخل الغربي لمدينة ذراع بن خدة أين شكلت حزاما أمنيا أمام المتظاهرين، الذين حاولوا في الكثير من المرات اجتياز الحاجز لكن دون جدوى، وهو الأمر الذي استدعى إستقدام تعزيزات أمنية أخرى من البلديات المجاورة لمدينة ذراع بن خدة على غرار كل من بلديتي تادمايت والناصرية، تحسبا لوقوع أي إشتباكات أو أعمال شغب. من ناحية أخرى، وبعد أن فقد أفراد التعبئة الأمل في تنظيم مسيرتهم، قامت التنسيقية الوطنية للسك بعقد إجتماع طارئ مع مندوبي الولايات الأخرى البالغ عددهم 43 مندوبا، حيث تم فيه الخروج بقرار يقضي وبالإجماع بضرورة إلغاء مسيرتهم مع الموافقة على عقد إجتماع ثانٍ في الأيام القليلة المقبلة للنظر مجددا في السبل التي يمكن انتهاجها من أجل إبلاغ رسالتهم للسلطات العليا بالبلاد. هذا، وقد افترق أفراد التعبئة وفي حدود منتصف نهار أمس، دون تسجيل أية مناوشات بينهم وبين قوات الأمن.