كشفت مصادر إخوانية بالجزائر أن تنظيم الإخوان العالمي والقيادة الحالية في مصر يتجهان نحو تهذيب شديد في العلاقات مع الأحزاب السياسية والتنظيمات المحسوبة عليهم بالجزائر، خلال المرحلة التي سيسيطرون فيها على الحكم في مصر “إذ كانت هناك إشارات بعدم المغامرة بأي لقاء هامشي انتهازا لزيارة وفد قنديل، كما أن أجندة الرئيس المصري خلال زيارة غير مؤكدة بعد لا يمكن أن تتضمن أي لقاء بأية جهة حزبية أو سياسية في الجزائر ماعدا السلطات الرسمية، رغم اللقاءات الرسمية التي خصصها الإخوان لنظرائهم الجزائريين بمناسبة اكتساحهم البرلمان والرئاسة"... هذا ليس تصريحا فقط، بل قناعة مصدر إخواني رفيع بالجزائر، الذي يؤكد أن العلاقات الإخوانية بين القيادة المصرية على اختلاف مستوياتها وحتى بالتنظيم العالمي “خارج السلطة"، ستشهد تهذيبا شديدا إن لم يكن جمادا طويل الأمد، تبرز من خلاله أن ما يدور في ذهن الإخوان للتمكن طويلا من السلطة في مصر، لا ينبغي نقله لنظرائهم بالجزائر، خاصة وأن السلطة مهّدت لذلك بكسر شوكة أكبر ممثل للإخوان بالجزائر وهي حركة مجتمع السلم وجعلت من نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة حتى بخلقها تحالفا إسلاميا دليلا على الوهن السياسي الذي وقعت فيه، وتعزّز التقويض بانكشاف الضعف غير المسبوق، في نسبة ترشحهم للمحليات. عمليا يقول مصدرنا إن الإخوان قلبوا الطاولة على إخوانهم الجزائريين “بشكل براغماتي يرمي إلى مصلحة بلدين ومن المنطقي أن يكون هذا أكبر من العلاقات التنظيمية الحزبية". هذه الفترة التي يقضيها الإخوان في سدة الحكم لا ينبغي أن تشوش بأي شكل من الأشكال على شراكة الدولتين، إذ يوحي الوفد رفيع المستوى أن ما كان سائدا بين التنظيمات لا يصلح أن يبقى في ظل ما يسود بين نظامين، ويعترف مصدرنا الإخواني والمتغلغل كثيرا في هذا الملف “حتى بيننا ليس هناك من كانت له القدرة على ربط اتصال غير رسمي يجري على هامش زيارة المصريين رغم أن إخوان الجزائر تنقلوا لمصر بمناسبة النجاحات الكاسحة لتهنئة نظرائهم في الاستحقاقات الأخيرة" وهي الرسالة التي كانت ترمي إلى سبق سياسي من إخوان الجزائر لتوطيد العلاقات بالنظام المصري الجديد، “إلا أن براغماتية الإخوان المصريين جعلت التضحية بالعلاقة مع الذراع الجزائرية أولى من مباشرة اتصالات دولة على أسس قديمة"، مما يعني أن تصدير الثورة المصرية على الطريقة الإخوانية، غير وارد بالجزائر رغم أن مصطلح “الثورة" لم يغب عن الخطاب الإخواني بالجزائر ولو أنه مصطلح لم يأخذ مضمونه الراديكالي. ويعتبر مصدرنا أن “الرئيس المصري محمد مرسي لا يمكنه المغامرة في حال زار الجزائر بأي أخ من إخوان الجزائر اللهم إلا إذا بادر رئيس الجمهورية بتنظيم مأدبة دعا إليها وجوها إخوانية جزائرية"، ويضيف مصدرنا أن مرسي سبق وأن طلب لقاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في تأبينية الشيخ نحناح سنة 2003 رفقة سيف الإسلام البنا نجل حسن البنا، وإبراهيم منير من القياديين الإخوانيين خارج مصر سابقا، إذ وافق بوتفليقة على استقبالهم وتحدثوا معه طويلا، كما سبق وأن دعا الرئيس، المرحوم نحناح إلى مأدبة غذاء بمناسبة زيارة حسني مبارك للجزائر سابقا، إذ قال بوتفليقة لنظيره المصري خلال تقديم نحناح له، إنه أكبر الإخوانيين بالجزائر لكن علاقتي به وبحركته جيدة جدا"، وهي الفترة التي كانت تعرف فيها العلاقة بين الإخوان والسلطة في مصر توترا شديدا، ويضيف مصدرنا أن بوتفليقة بهذا التقديم، أسدى لنحناح خدمة كبيرة إذ سمحت له السلطات المصرية بزيارة أم الدنيا من جديد بعد منع دام قرابة 15 سنة. بالنسبة لحركة مجتمع السلم فإن الأمين الوطني للاتصال والإعلام فاروق سراج أبو الذهب، قال ليس هناك ما يُملي ضرورة وجود لقاء ما دامت الزيارة زيارة رسمية عالية المستوى، ثم أن العلاقات بيننا وبين إخواننا في مصر ليست سرّا وليست بحاجة إلى تعريف".