طبعا، لم يكن انتصار الأفلان والأرندي بالمفاجأة، ولم يكن سقوط الإسلاميين بهذا الشكل المرعب بالمفاجأة، ماذا يعني ذلك؟! أن كل هذا الكم من الأحزاب الذين خرجوا إلى دنيا الجزائر بطريقة قيصرية كانت مشاركتهم تأكيدا لتعاظم نفوذ العطالة السياسية وتصحر المنظر السياسي الجزائري الذي وصل إلى درجة الجمود وإلى حالة من اللامبالاة العامة تجاه ما يمكن أن نسميه تجاوزا بالحراك السياسي اللامتحرك.. ما يحدث هو نتيجة منطقية لسيطرة السلطة على الدولة ولإنطواء المجتمع على نفسه بحكم خيبات الأمل المتراكمة حيال الوعود العقيمة وانخراط النخب السياسية في الركض خلف مصالحها الفئوية على حساب مصلحة الصالح العام.. ونتج عن كل ذلك تراجع أو ضمور مشروع الأمل وسيطرة الوصوليين والإنتهازيين من الموالين لمن يعتبرون أقوياء الساعة على الساعة، وانسحاب القوى المفترضة أن تكون فاعلة من الميدان، ومن هنا تحول ما هو أمر واقع هو الواقع الحقيقي والفعلي الذي يدل على حالة القدرية التي أصبحت تتحكم في السلوك العام للجزائريات والجزائريين.. ومن هنا يمكن قراءة الإنتصار الذي حققته العائلة الوطنية الممثلة في الأفالان والأرندي ضمن هذا المنطق.. هل ننتظر أن يكون هذا الإنتصار قاعدة لإعادة بناء الأمل؟! طبعا، لا، لأنه انتصار يقف أمام التغيير المفترض.. لأنه انتصار ميتافيزيقي في ظل واقع غير ميتافيزيقي، واقع قد يعري في لحظة فاصلة كل أوهام الإنتصار غير التاريخي وغير الحقيقي..