يعود الفنان المسرحي “موحيا" عطلة نهاية هذا الأسبوع، إلى ولاية تيزي وزو، في تظاهرة ثقافية تكريمية تدوم يومين كاملين بمناسبة الذكرى الثامنة لرحيله يوم 7 ديسمبر 2004 بباريس الفرنسية، وهذا عرفانا لما قدمه للمسرح والثقافة الأمازيغية بصفة عامة، حيث سطرت مديرية الثقافة بالتعاون مع المسرح الجهوي كاتب ياسين برنامجا ثريا يومي 7 و8 من شهر ديسمبر الجاري، وسيتم تنظيم معرض بدار الثقافة مولود معمري يتضمن كتب وصور ولوحات تشكيلية للفنان “موحيا" المعروف ب “محند أويحيى" واسمه الحقيقي عبد الله، وكذا عرض المقالات الصحفية التي تطرقت إلى أعماله الفنية وسيرته الذاتية، ويتخلل المعرض عرض بعض البحوث العلمية التي أنجزها بعض الطلبة والباحثين في مجال الثقافة والأدب الأمازيغي بجامعة مولود معمري بتيزي وزو. وما يميز هذا المعرض الخاص ب “موحيا" عن سابقه، هو عرض التسجيلات الصوتية لحوارات مسجلة للفنان الراحل أجرتها معه الإذاعة، وكذا عرض تسجيلات صوتية لمقاطع مسرحية بثتها في سنوات سابقة القناة الإذاعية الثانية الناطقة بالأمازيغية. وبعد الانتهاء من مراسيم افتتاح التظاهرة الثقافية ستقام جولة إلى بلدية إبودرارن التي تعتبر مسقط رأس الفنان “موحيا" وزيارة ضريحه والترحم عليه بقرية آي أرباح، حيث سيكون ضمن الوفد الرسمي العديد من الفنانين القبائليين وبعض أصحاب ورفاق “موحيا" لتذكيره في الذكرى الثامنة لوفاته. وبرمجت مديرية الثقافة مباشرة بعد صلاة الجمعة عرضا مسرحيا من تقديم الجمعية الثقافية والمسرحية “أقاوج" تحمل عنوان “تاشبايليث" التي اقتبسها “موحيا". وفي يوم السبت، تنظم ندوة حول حياة “موحيا" يشارك فيها عائلة المسرحي الراحل وبعض أصدقائه ورفاقه لتقديم شهادتهم عن مسيرته الفنية وحياته الخاصة، حيث سيشارك في هذه الندوة أحد أعمدة الأغنية القبائلية الفنان والمغني والشاعر سليمان شابي الذي يعتبر الصديق القريب ورفيق الدرب للفنان “موحيا"، علما أنهما عملا واشتغلا معا في عدة نصوص مسرحية وشعرية وخصوصا كتابة أغاني للفنانين، كما سيشارك أيضا في هذه الندوة الفنان القبائلي سليمان طاهير الذي يعتبر صديق الصغر ل “موحيا"، حيث تربيا وترعرعا بمنطقة اعزازقة وتعلما معا الفن والموسيقى والغناء. وبعد هذه الشهادات سيكون المسرحي عمر فطموش، وهو مدير المسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح ببجاية، على موعد مع تنشيط محاضرة يناقش فيها مضمون ومحتوى الأعمال الفنية والمسرحية والإرث الفني الذي تركه “موحيا"، وسيقدم عمر فطموش نظرة علمية حول المميزات الفنية التي يشتهر بها المسرحي الراحل. هذا، ويعتبر الفنان “موحيا" أحد أبرز المسرحيين الذين عبدوا الطريق للمسرح الأمازيغي ومنحوا له قاعدة رئيسية هدفها الحفاظ على الموروث والهوية والثقافة واللغة الأمازيغية والترويج لها، حيث أصبح “موحيا" حاليا مدرسة ومرجعا للمسرح الأمازيغي وشخصية يستلهم منها الجيل الجديد ويعتمد على فنياته ونصوصه المسرحية. ويعتبره الكثير من المسرحيين بأنه مثال حقيقي للاقتباس المسرحي الناجح، فضلا عن مساهمة “موحيا" في إثراء الإرث الغنائي الأمازيغي بفضل النصوص التي كتبها لأكبر الفنانين القبائليين على غرار تاكفاريناس، فرحات مهني، إيدير، مليكة دومران، سليمان شابي... وغرهم من الفنانين. يذكر أن الفنان المسرحي “موحيا" من مواليد 1 نوفمبر 1950 بمنطقة اعزازقة وينحدر من قرية آيت أرباح ببلدية إبودرارن وافته المنية يوم 7 ديسمبر 2004 بعاصمة باريس الفرنسية إثر مرض لازمه لسنوات.