للمرة الأولى يتاح للجمهور الفرنسي مشاهدة تحف نادرة من آيات الفن الإسلامي، جاءت من المجموعة الاستثنائية لرجل الأعمال الإيراني الأصل والمقيم في لندن، ناصر ديفيد خليلي، التي يحتضنها معهد العالم العربي بالعاصمة الفرنسية باريس· ووفقا لمصادر إعلامية يضم المعرض الذي يستمر حتى الربيع المقبل، كسوة قديمة للكعبة الشريفة، ومصحف ملفوف بطول ستة أمتار، وعلبة من الذهب المغطى بالزمرد، وصفحة من الشاهنامه الفارسية، و471 قطعة من روائع الفن الإسلامي، ويجمع قطعا تتنوع ما بين الخزفيات والسجاد والمنسوجات والزجاجيات والأسلحة والمباخر والمجوهرات والمعادن النفيسة والأخشاب المحفورة، وحتى المخطوطات النادرة لصاحب المجموعة، الذي صنفته صحيفة ''الصنداي تايمز'' اللندنية خامسا في ترتيب أكبر أثرياء بريطانيا، يهودي من مواليد مدينة أصفهان، في وسط إيران، عام .1945 وكان أبوه تاجرا للعاديات، أما هو فقد غادر بلاده في أواخر ستينات القرن الماضي، وهو في الثانية والعشرين من العمر، ليكمل دراسته في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولم يكن في جيبه، يومذاك، سوى 750 دولار من عائدات كتاب عن العباقرة ألّفه وهو في الثالثة عشرة من العمر· ويقول ناصر إنه كان في سنواته الأُولى كجامع تحف، يشتري ما بين 25 إلى 50 قطعة في اليوم، أما الآن فلم يعد هناك الكثير من التحف الإسلامية في الأسواق، وأصبح لا يشتري أكثر من 50 قطعة في العام كله· تدور فكرة المعرض الباريسي حول ثلاثة محاور: أولها، القطع المرتبطة بالعقيدة مباشرة، كالمصاحف وكسوة الكعبة وغيرها من متعلقات أماكن العبادة· وثانيها، فنون البلاط وما كان يوصي بصنعه الأُمراء والخلفاء والولاة· وثالثها، الزخارف النباتية الملونة والخطوط والنقوش الهندسية التي تهدف إلى إراحة البصر والترويح عن النفس· وحسب المشرفة على المعرض، أُوريلي كليمون رويز، فإن ثمة من يعتقد بأن الفنون الإسلامية ترتبط جميعا بالعقيدة الدينية، في حين أن القسم الغالب منها يتألف من قطع دنيوية وكان يستخدم في شؤون الحياة اليومية وفي التزيين ويحمل صورا لبشر ولحيوانات· فهناك الأطباق والسكاكين والحلي والمخطوطات المزخرفة والأسلحة والمباخر التي تشهد كلها على ثراء المخيلة والوحدة الأُسلوبية في الفن الإسلامي·