إحتفلت جريدة “الشعب"، أمس، بالذكرى الخمسين لبداية صدورها، حيث رأت النور سنة 1962، بحضور وزير القطاع محمد السعيد، وعدة وجوه إعلامية سابقة منها وزير الإعلام محمد عبو، مدراء الجريدة الذين ترأسوها منذ الستينيات، وصحفيين وعدة وجوه ثقافية. وخلال تناوله الكلمة تطرق وزير الإعلام والاتصال محمد السعيد الى مشوار هذا العنوان الذي اعتبره عميد الصحافة المكتوبة، حيث لعبت “الشعب" دورها باعتبارها جريدة ملتزمة، وبقيت كذلك منذ تاريخ تأسيسها، غير أنه قال بأنها دخلت في بعض المشاكل مع الانفتاح الإعلامي الذي شهدته الساحة الإعلامية لأسباب مختلفة، معتبرا أن الاحتفال بهذه الخمسينية هي فرصة بل ومرحلة جديدة لقطاع الصحافة العمومية للعمل بصرامة وجدية أكثر مع مراعاة عامل الكفاءة والشفافية وتشجيع الكفاءات، مشيرا إلى أن هناك انسدادات فوقية تحول دون بروز هذه الكفاءات: “أحسن شيء تضطلع به الصحافة العمومية اليوم هو الاعتناء بهذه الكفاءات من خلال الوقوف عند الإيجابيات التي علينا تدعيمها وتشخيص السلبيات التي علينا التخلص منها". وفي حديثه عن مضمون الصحافة العمومية، دعا الوزير إلى ضرورة التركيز على النوعية لتحسين المقروئية وإيصال الرسالة إلى القارئ، لأن دور الصحافة يكمن في العمل على تقارب الآراء خدمة للمصلحة العامة. أما محمد عبو الوزير الأسبق للقطاع، فقد حاول خلال تدخله إلى ضرورة اتخاذ الصحافة العمومية كمرجع، وأن هناك خلطا في تشخيص خصوصيات الصحافة العمومية والخاصة، حيث أكد أن الأولى ليست صحافة الدولة بالضرورة، وفي الوقت نفسه قد تكون الصحافة الخاصة صحافة دولة: “الصحافة تعمل في الأساس على تقارب الآراء خدمة للمصلحة العامة، وهنا تعتبر الدولة طرفا في هذا الطرح، وإذا كان هناك من يرى بأن الصحافة الخاصة لا تؤدي الخدمة العمومية، فإن هذا لا يمنع من القول بأنها تؤدي وظائف واستعمال عبارات هكذه يحتاج في الحقيقة إلى طبيعة هذه الوظائف. وبالتحديد في جانبها التجاري، حيث أن المنتوج الإعلامي يسوق ويوزع، وعلينا أن نراعي سعره وأثره عند المتلقي، حيث أن الصحافة بصفة عامة هي منتوج ثقافي تبرز نوعيته، وإن كان يستجيب إلى بعض المتطلبات فإنه يؤدي دوره ويكون له صدى في المجتمع". ومن بين الوظائف التي تحدث عنها الوزير محمد عبو، أدرج ازدواجية الرسالة الإعلامية كونها تتضمن جانبا إعلاميا وآخر ترفيهيا، حيث أن الجريدة تربط القارئ بالواقع وتبعده عنه من خلال فضاءات التسلية. أما الوظيفة الأخرى التي اعتبرها عبو هامة، فتكمن في الجانب التوثيقي، حيث أن مسيرة الصحافة المكتوبة منذ الاستقلال أصبحت اليوم مرجعا أساسا من الممكن الاعتماد عليه لكتابة كل المحطات التي مر بها المجتمع.