هدد أولياء تلاميذ ابتدائية “جودي محمد أوشعبان" بمنطقة رحاحلية بوادي عيسي، الواقعة على بعد 8 كلم شرق مدينة تيزي وزو، بمنع أبنائهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة، ابتداء من الأسبوع القادم، في حال عدم استجابة السلطات المعنية للائحة المطالب التي رفعوها ويأتي في مقدمتها توفير الأمن والتدفئة. لم يستوعب أولياء تلاميذ ابتدائية “جودي محمد أوشعبان" برحاحلية صمت السلطات وعدم تدخلها لحل المشاكل التي تتخبط فيها الابتدائية المذكورة، رغم الشكاوى والمراسلات المتكررة التي رفعوها منذ السنة الماضية وتجددت مع الدخول المدرسي الجاري. وفي لقائهم مع “الجزائر نيوز"، وصف أولياء التلاميذ هذه الابتدائية ب “هيكل دون روح" وبالخطر المحدق بأنبائهم، لأنها تفتقد لأدنى الشروط التعليمية الأساسية. وأول مشكل طرحه الأولياء هو غياب التدفئة داخل الأقسام، بسبب سرقة أنابيب النحاس لشبكة الغاز الطبيعي على مستوى هذه الابتدائية منذ العطلة الربيعية للسنة الدراسية المنصرمة، وأشاروا إلى أنهم رفعوا عدة مراسلات للجهات المسؤولة لإعادة إصلاح هذه الشبكة، لكن مع ارتفاع درجة الحرارة تماطلت البلدية والمديرية الوصية في التدخل. وكشف أولياء التلاميذ أنهم جددوا رفع مطالبهم مع الدخول المدرسي الأخير إلا أنها “قوبلت بالرفض"، معبرين عن سخطهم واستيائهم الشديدين مما أسموه “سياسة اللامبالاة والإهمال"، مبدين تخوفهم من إصابة أبنائهم بأمراض بسبب البرودة. وأضاف محدثونا إن معاناة أبنائهم مع البرد لا تنتهي عند حد غياب التدفئة، بل أن العديد من زجاج أقسام هذه الابتدائية تعرضت للكسر ولم يتم إصلاحها، ما زاد الوضع تأزما. وثاني مشكل طرحه أولياء التلاميذ هو تسرب المياه القذرة إلى قاعات الدراسة المخصصة للسنة الأولى ابتدائي، ناهيك عن الروائح غير المحتملة التي تنبعث منها، وأضافوا حتى المعلمين لم يعودوا يحتملون هذه الوضعية “المزرية"، وأبدى المحتجون تخوفهم من حدوث كارثة وبائية بهذه المؤسسة التربوية. وأشار محدثونا إلى أن تسرب المياه القذرة إلى هذه القاعات يعود إلى وجود تشققات في الطابق العلوي، حيث تعرضت أنابيب صرف المياه القذرة إلى الكسر، ما أدى إلى تسرب المياه داخل القاعات. مشكل ثالث يؤرق أولياء التلاميذ بالمنطقة، يتعلق بغياب الأمن على مستوى هذه الابتدائية خصوصا بمدخلها الرئيسي والطريق المؤدي إليها، حيث أكدوا أن أبناءهم أصبحوا عرضة لكل أنواع الاعتداءات التي تسجل يوميا من قبل منحرفين وغرباء، وكشفوا أن المركز الصحي المتواجد بمحاذاة الابتدائية تحوّل إلى مرتع للمنحرفين الذين يقصدونه لتناول المشروبات الكحولية والمخدرات، وبعدها الاعتداء على التلاميذ، فضلا عن استهداف هؤلاء المنحرفين تلاميذ متوسطة القاعدة 5 المتواجدة بالمنطقة ومعاكسة المتمدرسات على مرأى الجميع دون تدخل الجهات المعنية. ودق المعنيون ناقوس الخطر من استغلال بعض المنحرفين غياب الأمن في المنطقة للترويج للمخدرات بين المتمدرسين. ونظرا لتفاقم وضعية الابتدائية وغياب أدنى الشروط الضرورية للتدريس وتعرّض أبنائهم لعدة مخاطر، هددوا بشن حركة احتجاجية وبمنع أبنائهم من الالتحاق بالمدرسة الابتداء ابتداء من الأسبوع المقبل، حيث أعطوا مهلة للجهات المعنية تنتهي يوم غد الخميس لتلبية مطالبهم. هذا، وتجدر الإشارة إلى أنه رغم النقائص الكبيرة والفادحة التي تعاني منها ابتدائية “جودي محمد أوشعبان" إلا أنها تسجل نتائج دراسية إيجابية وتحتل مراتب جد مشرفة بالولاية.