في الوقت الذي يستمتع فيه الوزراء بعطلهم في شواطئ تلمسان الهادئة والمريحة جدا على حد تعبيرهم... في الوقت نفسه يعيش المواطن على وقع احتجاجات، فلا كهرباء ولا ماء ولا ظروف مناسبة للحياة. نهق حماري بخبث وقال... يجب أن يستوزر كل الشعب حتى يمكنه أن يسبح أيضا في الشواطئ الهادئة. قلت... لكن يا حماري ما تقوله عبث... كيف يمكن أن نصبح كلنا وزراء؟ قال... حتى نستريح قليلا من مصطلح اسمه الشعب. قلت ساخرا... باعتبار أن الشعب هو الذي يقلق ويفتعل المشاكل؟ قال... لقد فهمت... كل المشاكل تأتي عن طريق الشعب... والشعب هو الذي يعكر صفو الحياة وهدوئها... والشعب هو الذي ينغص على الرئيس والوزراء لذلك سنقلب المعادلة. قلت... كم هو رائع أن أتخيل نفسي وزيرا؟ قال حماري وهو يضرب الأرض بحافريه... سيكون الأمر مسليا... كلش باطل. قلت.. لا.. لا.. يجب أن ندفع يا حماري وإلا سيقال إننا وزراء يقتلهم الطمع والجشع والبشع. قال ناهقا... من هذا الذي سيقول؟ ليس هناك شعب يمكنه أن يقول هذا؟ قلت... سأذهب مثلي مثلهم لشواطئ تلمسان وألعب فيها كما أشاء. قال... فكرت في اللعب قبل العمل. قلت... هذه عقلية الوزير وأنت تريدنا أن نستوزر جميعنا لذلك لا يمكن أن أفكر بعقلية الشعب وأنا وزير؟ قال ناهقا... معك حق هذا هو القرار الصحيح... العب ثم العب ثم العب. قلت... وسوف آكل ما لذ وطاب ولن أترك أي طبق يفوتني مادامت الدولة ترعى الوزراء في مأكلهم ومشربهم وملبسهم ومسكنهم. قال... كم سهلة هذه الأحلام، ولكن أنا أفضّل أن أبقى مواطنا بدرجة حمار ولا أكون وزيرا يلعب طوال العام إما في أروقة الحكومة أو في شواطئ البحر.