قال حماري مستغربا.. جاء الصيف بحرارته الشديدة ولكنه يبدو قليل الصخب مما سبقه من قبل، فقد اعتدنا على الفضائح الصيفية التي تتصدر صفحات الجرائد؟ قلت له ساخرا.. هكذا أنت إذا كانت االحالة هانيةب تشكك في الأمر وإذا كانت الأحوال غير مطمئنة فإنك أيضا تنتقد وتضجر.. قال.. هو مجرد تساؤل لا أكثر لأني أشك أن هذا الهدوء سيسبق العاصفة الهوجاء.. قلت.. رمضان على الأبواب وأكيد ستعود الأزمات المعروفة كلما حلّ هذا الشهر العظيم؟ قال ناهقا.. لكنهم يقولون أن لحوم الحمير ولحوم الأرجنتين والهند وأبقار كولومبيا وكباش السودان في الخدمة وستسد حاجة المواطن الجائع؟ قلت متعجبا.. يالله أين ذهبت ثروتنا الحيوانية حتى نستغيث بهؤلاء من أجل سد حاجاتنا؟ ضرب حماري الأرض بحافريه وصاح.. حتى السمك يقولون أنه سينقرض وأن الجزائريون لن يأكلوا السردين ولا الروجي ولا حتى الجمبري لمدة سنوات بسبب الاستنزاف المتواصل لهذه الثروة السمكية؟ قلت.. هي الفوضى بعينها.. نعم الفوضى هي التي تجعلنا نشتري السردين بأسعار خيالية وتجعلنا نستورد الأبقار المجنونة حتى نسكت الشعب المجنون. قال حماري باستياء.. كل هذا ونقول أن الصيف سيمر هادئا؟ قلت.. ربما هذا لن يشغل بال المواطن المسكين فقد تعوّد على اقتناء ما يجده دون جدال ولا احتجاج إلا في بعض الأحيان حينما يصل الموس للرقبة. قال حماري.. في كل مرة يتأكد لنا أن الدولة لا تعرف كيف تسيّر أمورها في بلد يملك من المميزات ما يجعله يكتفي غذائيا في كل شيء ولكن الاتكال على اجغمة البترولب يجعها تغض البصر عن الإنتاج الحقيقي وتحاول فقط أن تشتري صمت المواطن حتى لا يفتح فمه ويصرخ ولا يهم بأي طريقة. قلت بحزن.. فعلا هذا هو الواقع وفعلا اماراناش لاباسب قال حماري والنهيق.. النهيق.. النهيق.. يا ليت يترك المسيرون أنانيتهم وينظرون بعين الشفقة لهذا البلد المسكين.