والله يعطيك الصحة يا مرشح الرئاسيات الجديد “المهدي عباس علالو" لأنك استطعت أن تجعلني أتمرغ من الضحك بعد أن أصابتني زيارة هولاند بالاكتئاب الشديد. أضحكتني لأنك على ما يبدو “زادم في حيط"، تأتي من إسبانيا وتعلن ترشحك لرئاسيات الجزائر وتجزم مسبقا أنها ستكون تنافسية وحرة وديمقراطية. لا أدري لماذا أحس أنك لا تعرف السياسة تماما ولا تعرف أيضا الشعب الذي تنوي رئاسته لا قدر الله، والذي تقول عنه إنه يحب “السياسة النظيفة"، وكأنك كنت تعيش في كوكب أفلاطوني توضع فيه كلمة سياسة مع كعكة الصباح في طبق ذهبي. لا أدري أيها المرشح للرئاسيات إن كنت تعرف بأن السياسة عندنا أصبحت معجونة بكل أنواع الفساد المالي والأخلاقي، وبأن الشعب الذي تتكلم عنه أنت صار مصيره مرهونا بالشكارة ولم يعد يهتم لأمثالك الذين يعيشون في الأوهام. ثم أن تجزم بأن الانتخابات ستكون تنافسية وحرة وديمقراطية، فهذه نظرية جديدة في علم “طاق على من طاق" التي تسير عليها البلاد منذ الستينيات إلى الآن وتؤكد أن هوايتك المفضّلة هي كتب الخيال السياسي التي تملأ فراغ السياسيين الطايوان مثلك. على كل ترشحك للرئاسيات شيء جميل، ولكن أرجوك راجع الدرس قبل أن تدخل الامتحان وحاول أن تتعلم من الذين سبقوك من أمثال بن فليس ولويزة حنون وجاب الله وحتى بلخادم الذي لم يجرب بعد نصيبه، بعض دروس محو الأمية السياسية حتى لا تبدو مثل الأطرش في زفة، يا صاحب نظرية السياسة النظيفة والانتخابات الحرة.