هل يمكن أن يمر كلام المنسق الوطني لحركة تقويم وتأصيل جبهة التحرير الوطني مرور الكرام وهو يقول بأن بلخادم أصبح خطرا على البلاد؟ وهل هناك من يملك الجرأة ويسأل عن الخطر الذي يمثله هذا الرجل الذي استباح كل شيء من أجل أي شيء؟ لا أظن أن السلطة يمكنها أن تُسائل بلخادم عن الإشاعات التي تقول بأن زعيم الأفلان حدّد سعر القوائم الانتخابية بخمس مائة مليون للرأس، ولا يمكن أن تحقق معه أيضا في المرشحين الذين لهم من السوابق العدلية ما يكفي. هكذا إذن تستمر اللعبة الأفلانية التي لم تجد من يوقفها، وهكذا يستمر بلخادم في “التلباز والتعباز"، لكن السؤال الذي يُلح علي ما هو الشيء الذي جعل بلخادم يتحمل كل هذا الجحيم الذي من حوله؟ ما الذي يُحتّم عليه هذه الوضعية الصعبة جدا حتى أصبح يدخل مقر حزبه مرفوقا برجال الأمن خوفا عليه من أي اعتداء؟ ثم لماذا يُصر كل هذا الإصرار على الاستمرار في قيادة الحزب وفي نفس الوقت ينفي نيته في الترشح للرئاسيات القادمة وكأنه إن قال ذلك سيموت؟ أليس النضال الحزبي يؤدي إلى مخرج واحد في كل دول العالم؟ أم أن الجزائر تصنع الاستثناء في هذا الأمر؟ الانتخابات المحلية قادمة، ومن المؤكد أننا سنرى مناورات جديدة في هذا الحزب سواء بين قادته أو بين مناضليه وهذا يؤكد شيء واحد فقط هو أن الطبخة تحرقت ومن تصرفات بقايا الأفلان يتضح أن ليس هناك لا نضال حزبي ولا هم يحزنون، وأن كل ما في الأمر “تبزنيس سياسي" يمارسه بلخادم برعاية الكبار.