الحياة عندنا توقفت وأصبح مركز الكون هو الرئيس الفرنسي هولاند، وبدأ التحضير لمجيئه بأكثر من ثلاثة أشهر كاملة وحتى بعد ذهابه ما تزال “الدوخة" لم تذهب من عقول الجزائريين شعبا ومسؤولين وحتى نشرات الأخبار على مدى ثلاثة أيام لم تعرف خبرا سوى تنقلات هولاند وخطابه وحركاته واستقبالاته الشعبية من الجزائر إلى تلمسان. لكن الغريب أن نشرات أخبار فرنسا لم تعط الأولوية لرئيسها الفرنسي بقدر ما كانت أخبارها الأولى تركز على اختطاف أحد الرضع من والديه وأعلنت التلفزيونات حالة الطوارئ من أجل البحث عن الضحية. لا أدري هل العيب فينا أم فيهم ولماذا لم نخرج بعد من هذه العقلية الفاسدة التي جعلت المسؤولين يخرجون التلاميذ من مدارسهم لاستقبال الرئيس الفرنسي ويغلقون الطرقات ويشلون العاصمة وإذا حبيت تموت موت. أكيد سيزور بوتفليقة فرنسا بعد الدعوة العلنية التي وجهها له نظيره الفرنسي لكن “الشيش" أن تغلق طرقات الشونزلزيه في وجه مواطنيها و«الشيش" أن يُسرّح الأطفال من مدارسهم لاستقباله و«الشيش".. نحن مازلنا نعيش ونتصرف على أساس عقلية التلباز والتعباز سواء تعلق الأمر بالمسؤولين الذين يثبتون فشلهم دائما في إدارة أمورهم السياسية أو تعلق الأمر بالشعب الذي أثبت أيضا أنه سلبي وإلا كيف نفسر عار “بوسة اليدّ"؟ ربما بدأت أفهم لماذا لا يمكن أن تكون عندنا دولة حقيقية وبدأت أدرك لماذا تتم الانتخابات بعقلية طاق على من طاق ولماذا أيضا لا يكلمنا بوتفليقة ولا يأخذ برأينا في شؤون تبدو له كبيرة جدا علينا.