شنت أحزاب اليمين الإسرائيلي المتطرف، المشاركة في الحكومة، هجوما عنيفا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهددت بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها في حال قام نتنياهو بتجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة لمدة ثلاثة أشهر، بحسب الرسالة الخطية التي حملها وزير الدفاع ايهود باراك الذي بدأ أمس زيارة إلى واشنطن، وسلمها للرئيس الأمريكي باراك أوباما، فإنها تتضمن وقفا شاملا للاستيطان لمدة ثلاثة أشهر، باستثناء المباني التي هي في طور الإقامة على أن تبدأ في تلك الفترة المفاوضات مع الفلسطينيين· ويأمل الإسرائيليون أن تتيح هذه التسوية فرصة استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، وأن تتراجع شدة المطالب الأمريكية لوقف الاستيطان إذا ما بدأت المفاوضات· وأشارت صحيفة ''ايديعوت احرونوت'' العبرية إلى أن باراك سيعرض على الأمريكيين ما أسمته ''سلسلة التسهيلات التي قامت بها أجهزة الأمن لتحسين ظروف معيشة الفلسطينيين في الضفة الغربية، كإزالة الحواجز''· وشهدت جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية أول أمس الأحد توترا حادا بين نتنياهو ووزراء اليمين، إلى درجة تهديد بعض الأحزاب بإسقاط الحكومة في حال عمد نتنياهو إلى تجميد الاستيطان· ووصفت مصادر إعلامية موقف نتنياهو ''بالخنوع''، وأنه عاد واستسلم لإدارة أوباما· وقالت مواقع إخبارية يمينية تعقيبا على هذا القرار ''إن نتنياهو استسلم مرة أخرى وبشكل مهين للرئيس الأمريكي، فبعد قبوله الدولة الفلسطينية والخروج العسكري من مدن الضفة الغربية يقبل الآن تجميد الاستيطان''· وقالت هذه المواقع: ''إن وزير الدفاع ايهود باراك وهو الوحيد المرحب به بحفاوة في البيت الأبيض، ذهب إلى واشنطن لتسليم الإدارة الأمريكية كتاب الاستسلام من حكومة نتانياهو لتمكين الأخير من حقل الألغام الذي تورط فيه على حد وصف بعض الصحافيين الإسرائيليين· إلى ذلك بدأ وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس الإثنين زيارة إلى الولاياتالمتحدة يلتقي فيها عددا من المسؤولين الأمريكيين· وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من دخول حزب الله إلى الحكومة اللبنانية قيد التشكيل، وبموازاة ذلك حذرت زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني من أن يؤدي أي حوار مع حركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' إلى ''المساس بالمصالح الإسرائيلية''·