قال مصدر عليم من برج باجي مختار إن أعيان المنطقة تلقوا أخبارا من أهاليهم وأقربائهم بمالي، مفادها أن الطائرات الحربية الفرنسية تقنبل مناطق آهلة بالمدنيين وأودت بحياة عدد غير محصي منهم، وأن منظمات الإغاثة مدعوة للتدخل عاجلا في كل من كيدال وغاو وإيفوغاس. وقال مصدر ينقل المعلومات عن أعيان محليين بأن الحركات الجهادية توعدت القوات الفرنسية ومن والاها والتي تتأهب لاجتياح ميداني، بكشف صور المجازر التي اقترفتها فرنسا في حق الشعب المالي، للرأي العام الدولي. ولم يقدّر المصدر إلى حد الآن الخسائر البشرية التي أوقعتها القوات الجوية الفرنسية، وأضاف المتحدث متحفظا “المعلومات تتحدث تارة عن العشرات من المدنيين". وبينما ألحقت الجماعات الجهادية خسائر مادية وبشرية بالقوات الجوية الفرنسية بمالي منذ انطلاق العمليات العسكرية، إلا أن هذه القوات لم تعلن إلى حد اليوم عن أي إنجاز نوعي ألحقته بتلك الفلول على الأرض، بل أكثر من ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي في تصريحات لوسائل اعلام فرنسية إن الوضع صعب في مالي ومعقد، وهي عبارة تلقفها المحللون على أنها مؤشرات على أن فرنسا تفاجأت بالوضع الصعب عسكريا خلال المواجهة، رغم فارق الامكانيات. وقالت مصادر “الجزائر نيوز" إن هناك اتفاقا غير معلن بين الحكومة المالية والفرنسية على عدم فسح المجال أمام وسائل الاعلام الدولية لنقل ما يدور في مالي، وهو ما يدعو أهالي المناطق المستهدفة في الشمال لكسره ونقل صور المجازر التي تقترفها فرنسا وسط المدنيين، داعية إلى ضرورة فسح المجال أيضا لمنظمات الاغاثة للتدخل العاجل ومنظمات حقوق الانسان إذا أرادت فرنسا أن تحرص على حربها الموجهة أساسا ضد الجماعات الارهابية. هذا، وقد اعترفت فرنسا إلى حد الآن بمقتل طيار وفقدان مروحية، بينما أعلنت الجماعات الجهادية أنها أسقطت طائرتين والقضاء على عدد من الراكبين على متنها. كما يسود تعتيم إعلامي كبير حول رحى الحرب هناك بسبب تضارب الأنباء حول غلق الحدود بين دول الحقل ومالي مما جعل الوضع أكثر غموضا وضبابية.