هل يعقل أن تتصدر عناوين الأخبار في بلاد مثل الجزائر “أزمة حليب"، “أزمة خبز"، “أزمة غاز"! ولماذا تدور الأزمات كلها حول البطون فقط؟ نهق حماري وهو يسخر من كل هذه الأزمات المفترضة وقال: حتى يبقى الشعب يبحث عن نفسه فقط. قلت: تريد أن تقول إن الأمر مفتعل وتحركه أيادٍ خفية؟ قال ناهقا: كل شيء في بلادنا مفتعل، فالسلطة لا تغمض عينها عن شعبها ودائما تخلق له المشاكل التي تجعله لا يفكر فيها أبدا. قلت: لكن عندما تكون هناك مشاكل من هذا النوع فأصابع الاتهام توجه مباشرة ل«الفوق" الذي لا يستطيع حل مشاكل شعبه. قال: وماذا بعد الاتهام، هل رأيت مثلا أن أقيل الوزير الفلاني بسبب أنه قصر في أداء خدمة شعبه؟ قلت: لا، لم يحدث هذا. قال ضاحكا: إذا لماذا تتفلسف وتقول إن الاتهام يوجه لجماعة الفوق، مادامت النتيجة صفر. قلت: يا حماري لماذا الشعوب كلها محڤورة؟ قال: لأنها ولدت لتموت ب “الشر". قلت: وهل الرفاهية مقتصرة على جماعة “الهم هم" فقط؟ قال: بالطبع، يقال “اللي مكتوب فالجبين تراه العين"، ونحن كل ما رأيناه منذ أن وعينا على الأرض لا يتعدى المشاكل والمآسي والزلازل والفيضانات، وحتى الثلوج زادتنا هما على هم. قلت: على ذكر الثلوج، يبدوا أنها ستصبح أزمة وطنية أيضا. قال ساخرا: لقد أدرجت في هذه الخانة وانتهى الأمر، بدليل أن البعض استفاد من الأمر وضارب حتى بقارورات الغاز التي أصبحت بسعر خيالي جدا وخلقت بدورها أزمة. قلت صارخا: لقد فهمت، هي أزمة أخلاق وضمير ليس أكثر.