خلفت الاضطرابات الجوية التي مست 22 ولاية بالجهة الشمالية من الوطن، ابتداء من مساء الأربعاء الماضي، قتلى وجرحى على مستوى الطرقات وآخرين داخل المنازل جراء استنشاقهم الغاز المحروق، بينما حالت دون تمكن المئات من الوصول إلى وجهاتهم بسبب تراكم الثلوج التي تسببت أيضا في تعليق الدراسة بأزيد من 1000 مؤسسة تعليمية، وحبست سكان القرى والمداشر داخل مناطق تواجدهم في وضعية من المنتظر أن تستمر إلى غاية الاثنين المقبل وجندت لها مختلف الجهات الوصية ما هو مطلوب للتخفيف من حدتها... كان سكان المناطق الريفية الذين يقطنون مدن الصفيح الأكثر تضررا من غضب الطبيعة، حيث أنه وبينما عانت الفئة الأولى من العزلة عن العالم الخارجي ووجد سكانها صعوبة كبيرة في التزود بالضروريات اليومية، أفراد الفئة الثانية الذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف عاشوا جحيما حقيقيا بسبب الانهيارات التي مست أجزاء من الأسقف المصنوعة من الزنك والترنيت بعد تراكم الثلوج فوقها، يضاف لذلك البرد الشديد وتخوف من غلق جميع المنافذ لتوفير جو دافئ قد يتسبب في مقتلهم لأنهم يستعملون غاز البوتان في التدفئة. الثلوج والبرك المائية تقطع 50 طريقا ولائيا ووطنيا عبر 12 ولاية تسببت الثلوج المتساقطة بكثافة والأمطار الغزيرة التي شهدتها المناطق الشمالية من الوطن، خلال 72 ساعة الأخيرة، في تعطيل حركة السير على مستوى 12 ولاية، تتقدمها البويرة وتيزي وزو بالوسط، وسطيف، باتنةوقسنطينة بالجهة الشرقية، وهي المناطق التي تم بها إحصاء ما يقارب ال50 طريقا مقطوعا وعلق على مستوى مختلف محاورها المئات من أصحاب السيارات الذين ظل بعضهم لساعات في انتظار وصول الجارفات التي مكنت من فتح بعض الطرق، حسب ما جاء في بيان صادر عن القيادة العامة للدرك الوطني الذي أشار إلى أن الاضطرابات الجوية تسببت في غلق 23 طريقا وطنيا ونفس العدد بالنسبة للمحاور الولائية خاصة على مستوى ولاية البويرة التي تعطلت حركة السير بها على مستوى الطرق رقم 15.20.26 .30 و33 الرابطة بين البويرة وتيزي وزو ورقم 26 الذي يربطها بالمدية، وهي نفس الوضعية التي ميزت مختلف الطرق بولايات باتنة، سطيف، سكيكدة، قسنطينة، بجاية، برج بوعريريج، سوق أهراس وميلة، كما تسببت الأمطار الغزيرة التي تساقطت على الجهة الغربية في تعطيل حركة السير بالعديد من المحاور من بينها الطريق الوطني رقم 97 الرابط بين منطقة شرفة وعين أدن بولاية سيدي بلعباس بأعالي جسر تيشاتوين بقرية رغايلية بولاية معسكر، بعد ارتفاع منسوب المياه الذي غمر الأراضي، حسب ذات الحصيلة. من جهة أخرى، فقد تسببت الاضطرابات الجوية في تعطيل حركة الملاحة الجوية على مستوى مطاري سطيفوقسنطينة، حيث تم إلغاء العديد من الرحلات من وإلى عاصمتي الهضاب والشرق على التوالي بما فيها الرحلة التي كان على متنها الوزير الأول الذي توقفت زيارته بولاية عنابة بعدما عجزت الطائرة التي كان على متنها عن الهبوط بمطار محمد بوضياف. مقتل 7 أشخاص وجرح 26 آخرين جراء التقلبات الجوية قتل 5 أشخاص وجرح 26 آخرون جراء حوادث المرور التي شهدتها بعض الطرق بسبب التقلبات الجوية، أخطرها ذلك الذي شهده الطريق الرابط بين تيارت ومعسكر بعد اصطدام بين سيارتين، تسبب في مقتل 3 أشخاص وجرح آخرين في الوقت الذي خلف الاصطدام التسلسلي بين 8 سيارات على مستوى الطريق السيار في محوره الرابط بين منطقتي تاجنانت بميلة وبئر العرش إصابة 6 أشخاص بجروح متفاوتة بعد أن عجز أصحاب السيارات عن التحكم فيها جراء التساقط الكثيف للثلوج، بينما لقي صاحب شاحنة مقطورة يبلغ من العمر 26 سنة وينحدر من ولاية ورقلة حتفه في انحراف شاحنة على مستوى منطقة عين اعبيد بعد أن فقد صاحبها السيطرة عليها بسبب الثلوج. كما تسببت الاضطرابات الجوية في مقتل شخصين جراء استنشاقهما لغاز ثاني أكسيد الكربون إلى جانب اختناق 6 آخرين، وهي حصيلة مؤقتة، حسب ما جاء على لسان المكلف بالاتصال على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية. تعليق الدراسة بأزيد من 1000 مؤسسة تعليمية من جهة أخرى، فقد توقفت الدراسة بأزيد من 1000 مؤسسة تعليمية على مستوى الولايات التي مستها الاضطرابات الجوية، نهاية الأسبوع الماضي، خاصة الابتدائيات، بهدف الحفاظ على أمن وسلامة المتمدرسين، ويتعلق الأمر بولايات تيزي وزو، البويرة، برج بوعريريج، سطيف، قسنطينة، باتنة وميلة، بينما شهدت ولايات أخرى تذبذبا في التحاق التلاميذ بمدارسهم، وهي الحالة التي ينتظر أن تستمر إلى غاية يوم غد بعد أن أشارت مختلف النشرات الخاصة لمصالح الأرصاد الجوية إلى أن تساقط الثلوج سيستمر إلى غاية مساء اليوم وقد يتجاوز سمكها ال 50 سم، سيما في ولايات سطيف، برج بوعريريج، بجاية وتيزي وزو والبويرة ، أما عن الرياح فستكون سرعتها من 30 إلى 50 كلم/سا بينما تستمر الأمطار في التساقط، نهار اليوم، وقد تبلغ كميتها خلال 3 أيام أكثر من 80 ملم. ندرة في الحليب والخبز وقوارير غاز البوتان تدخل المزاد واكب التساقط الكثيف للثلوج ندرة حادة في المواد الضرورية على مستوى العديد من المناطق خاصة النائية منها، على غرار قرية تافرنت بأعالي مدينة قسنطينة ومناطق كحالشة بعين اعبيد وابن باديس، وهو نفس الحال بالكثير من المناطق على مستوى ولايات سطيف، باتنة، وميلة بالشرق وتيزي وزو، بجاية والبويرة بالوسط، وهي المناطق التي أشارت بعض المعلومات الواردة منها إلى أن سكان المناطق النائية بها وجدوا صعوبات كبيرة في الحصول على الخبز والحليب، والتي إن وجدت، فإن أسعارها ارتفعت للضعف، ونفس الحال بالنسبة لقوارير غاز البوتان التي دخلت المزاد وأصبحت تباع بأثمان تتراوح بين 450 و600 دينار رغم الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها مصالح نفطال، وأكدت بموجبها أن الندرة لن تسجل والأسعار لن تراوح مكانها. من جهة أخرى، فقد ارتفعت أسعار الخضر والفواكه إلى مستويات قياسية بعد إغلاق معظم الأسواق أبوابها واقتصار أماكن البيع على أصحاب الشاحنات المتجولة، كما هو الحال بمدينة قسنطينة التي ارتفع فيها سعر البطاطا إلى 70 دينارا للكلغ والطماطم ل 100 دينار. مؤشرات: تعليق الدراسة بأزيد من 1000 مؤسسة تعليمية باتنة، سطيفوقسنطينة أكثر الولايات تضررا على مستوى الجهة الشرقية مقتل 5 أشخاص وجرح 19 آخرين في حوادث مرور خلال 48 ساعة الأخيرة مقتل شخصين واختناق 7 آخرين بغاز “CO2" ارتفاع قياسي في أسعار الخضر والفواكه قوارير غاز البوتان تدخل المزاد وأصبحت أسعارها تتراوح بين 450 و600 دينار