عندما نسمع بأن عمار تو استغل زيارته مع الوزير الأول لينشر غسيل الأفلان من عنابة ويترحم على بلخادم في رقدته السياسية، ونسمع أيضا أن الغول الذي خرج عن طوع أبي جرة ودخل في طوع “الجماعة" يقوم بدوره بالترويج لحزبه خلال نفس الزيارة الرسمية التي من المفروض هم وزراء فيها ومسؤولون عما يحدث في قطاعاتهم، نفهم لماذا ما زلنا نعيش عصر الهوان. ونفهم لماذا ما تزال الدولة “تكلخ" للشعب وتستعمل اليتيمة حتى تغطي لنا مدرسة نائية أشفقت دولة هؤلاء الوزراء على تلاميذها ووضعت لهم مدفأة حتى “لا تتقجر" أقدامهم وأياديهم الصغيرة. وتتمادى اليتيمة في عرض بطولات الدولة من خلال استجوابها لهؤلاء الأطفال الصغار الذين “عجبهم الحال"، لأن المسؤولين وجماعة الفوق أخيرا انتبهوا لوضعهم المزري وقرروا أن يزودوا قسمهم بمدفأة. هذه صورة مصغرة لما يحدث من تخلاخ وتسلاخ سياسي لهذا الشعب الذي لا يريد أن ينتفض ضد هؤلاء الحقارين الذين ودون خجل يسبقون مصالحهم الخاصة وأمورهم الحزبية الضيقة على مصالح الشعب الذي صار يشحذ الغاز في بلد الغاز. أه لو كنت مكان بوتفليقة لنزعت عكاز خليدة الذي تتكئ عليه منذ أن تزحلقت قدمها وضربت به عنق كل من يستهين بالدولة وشعبها، ولكن للأسف لا أملك هذه الصلاحية، لذلك تركت قلبي يتعمر بهذه الصعلكات ومن المؤكد والمحتوم أنه “راح يطرطق" يوما حتى قبل أن تشفى قدم خليدة التي جعلت من عمارة بن يونس الوزير مهتما بها طول الزيارة الرسمية لعنابة وجعلته هو أيضا ينسى سبب وجوده مثل التو والغول.