إحياءً لليوم الوطني للهجرة الذي عرف أحداثا دامية بالعاصمة الفرنسية باريس، حين خرجت الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا يوم 71 أكتوبر 1691 معبرة عن احتجاجها ضد سياسات القمع والضغط البوليسي للسلطات الاستعمارية··· نظمت جمعية ''مشعل الشهيد''، مساء أمس، بقاعة المحاضرات للمعهد الوطني العالي للموسيقى، لقاء رمزيا لأصدقاء الثورة، بحضور الأسرة الثورية، وتخلل اللقاء شهادات حية لبعض المجاهدين الذين أشادوا بالتضحيات التي قدمها فرنسيون مثقفون وأصحاب مناصب عليا في الدولة الفرنسية أمنوا بعدالة القضية الجزائرية وعلى رأسهم الفيلسوف الفرنسي ''فرنسيس جانسون'' مؤسس شبكة ''حملة الحقائب'' التي كانت تقوم بالتعاون مع القساوسة بتمويل الثورة الجزائرية عن طريق تهريب ونقل الأموال إلى نشطاء جبهة التحرير الوطني · ''حملة الحقائب'' أو ''حملة الأمل'' كما فضل المجاهد والسفير السابق السيد صالح القبي - أحد المشاركين في اللقاء - تسميتها، إمتد نشاطها من فرنسا إلى عدة دول أوربية حيث أنشأت فروعا بكل من سويسرا، ألمانيا وهولندا، كانت تضم نخبة كبيرة من المثقفين الديمقراطيين واليساريين المستقلين والمنشقين عن تنظيماتهم الحزبية التي ظلت مواقفها مبهمة تجاه القضية الجزائرية، حيث ظلت تمارس نشاطها لسنوات إلى غاية حلها من طرف أجهزة القمع الفرنسية والحكم غيابيا على مؤسسها ''فرنسيس جانسون'' بعشر سنوات سجنا· بعدها، تركزت جل المداخلات حول مسيرة الفقيد جانسون، صديق الثورة الذي برر وقوفه إلى جانب الجزائر في كتابه ''حربنا'' الصادر سنة 0691, بقوله ''أدافع عن القيم التي تنكرت لها فرنسا، ونشاطي هو تعبير عن التزام سياسي واع تجاه البربرية الكولونيالية الفرنسية ضد الشعب الجزائري، وعن التزام بتعرية تناقضات هدا النظام الإستعماري الذي يمس في درجة قمعه حتى الفرنسيين أنفسهم''. كما اشترك في تأليف كتاب رفقة زوجته ''كولات'' بعنوان ''الجزائر الخارجة عن القانون''، إنتقد فيه فشل نظام دمج الجماهير الجزائرية وأكد شرعية الخارجين عن القانون، بالإضافة إلى عمله الصحفي بجريدة''ألجيه'' الجمهورية الشيوعية رفقة أصدقائه من الفلاسفة والمفكرين أمثال ''ألبير كامي'' و''جون بول سارتر''· توفي، فرنسيس جانسون، شهر جوان 9002، عن عمر يناهز 78 عاما، بمدينة بوردو، جنوب غرب فرنسا تاركا وراءه مسيرة حافلة بالبطولات والتضحيات في سبيل نصرة قضية عادلة ، وأكثر من عشرين مؤلفا أغلبها عن الجزائر·