كتبت مهدية بن بلة، ابنة المرحوم أحمد بن بلة، في رسالة مطولة أمس إلى الصحافة الوطنية، رسالة تستذكر فيها مناقب والدها أول رئيس للجمهورية الجزائرية بعد الاستقلال، بمناسبة الذكرى الأولى لرحيله. نص حملته مهدية عواطفها تجاه الرجل، وتحدثت عن قناعاته الأكيدة حيال المساواة وحق الضعفاء في النعيم، وقالت إن والدها لم يكن يُسمع له كثيرا بعد الاستقلال. تصادف الرسالة “العائلية" لمهدية بن بلة مرور سنة على وفاة أحمد بن بلة في 11 أفريل 2012، وفضلت أن تبدأ مكتوبها بالقول: “تمر سنة على وفاة رحيل أحمد بن بلة، والدي. سنة مرت بسرعة وكأن رحيله كان بالأمس فقط. كان عليّ تقبل الفراق مع والدي، هي مشيئة الله". وكتبت أيضا تقول: “والدي لم يكن لي وحدي، بل كان أب أحداث تاريخية كثيرة في الجزائر"، وشهدت له “بطيبته وجوده، كان رجلا ككل الرجال، الأقربون إليه الذين عايشوه يعرفون كيف ظل إلى آخر يوم في حياته يشجب بقوة الوضع المزري للفئات المحرومة والمعوزة، والشعوب البسيطة التي كانت تبقيه متشبثا بجذوره الريفية.."، وبتعبير آخر"كان يعرف معنى كلمة اللاعدالة". ترى مهدية بن بلة أنه رغم الخصال الحميدة لوالدها “لم يكن يُصغ له دائما، لكنه ظل إلى آخر يوم من حياته وفيا لمبادئه، جزائري من بين الجزائريين يقاسمهم الحلو و المر". واغتنمت نجلة بن بلة الرئيس الفرصة لتؤكد: “لكن في مثل هذا الذكرى، من جيله الأشخاص المتشبعون بمبادئ المساواة التي كانت من ثوابت بيان أول نوفمبر 54، والذي يحتفظ له التاريخ بمشاركته الفعلية، هؤلاء يحتفظون بذكراه كأول رئيس جمهورية جزائري فخور بوطنه، رئيس كان عليه مواجهة فجر الاستقلال، وأحلك الأوقات بأيد فارغة، الخطوات المتأرجحة لشعب فقير أنهكته الحرب". وتضيف:"مناضل صادق، عرف كيف يحتفظ ببلد موحد، بلا موارد، هددته التقسيمات على “النموذج الكونغولي"، خطط له أعداء الخارج"، لتصفه لاحقا ب«المسلم الورع الذي كان يدافع عن إسلام الأنوار ضد الشياطين الرجعية والايديولوجيات القاتلة".