على هامش عرض فيلم ''موريتوري'' الذي قام بتنفيذ إنتاجه، استضاف فضاء ''ألف نيوز ونيوز'' المنتج والمخرج الجزائري بشير درايس، الذي تحدث بكل صراحة وتلقائية عن ظروف إنتاج الفيلم، الصعوبات التي واجهها، أسباب اختيار رواية الكاتب ''ياسمينة خضرا'' وعن الوضعية الحالية التي آلت إليها السينما الجزائرية··· لماذا ''موريتوري'' بالذات؟ طبعا، وقع الاختيار على رواية الكاتب الكبير ''ياسمينة خضرا'' بعنوان ''موريتوري'' لأسباب كثيرة، أولها حال السينما الجزائرية، ونقص التأليف السينمائي، فليس هناك سيناريوهات جاهزة يمكن تحويلها مباشرة إلى الصورة، وهذا الاختيار يعود لتميز الكاتب ياسمينة خضرا المبدع والواقعي، حيث أن جميع كتاباته تعالج الواقع وتحاول أن تكشف بكثير من الجرأة تناقضات وعيوب المجتمع الجزائري، التي لا يملك كتاب آخرون الشجاعة للتعبير عنها· ياسمينة خضرا تمكن من نقل واقع الجزائر في أغلب رواياته رغم إقامته بفرنسا منذ مدة طويلة، كيف تفسرون ذلك؟ إقامته بفرنسا لم تمنعه من أن يكون قريبا بقلبه ووجدانه من الجزائر وشعبها، كان متتبعا دائما لكل مجرياتها وأحداثها صغيرة كانت أو كبيرة، كما أنه كان يزور الجزائر من فترة لأخرى، آخر زيارة له كانت قبل بضعة أشهر لمدينة وهران بمناسبة تحويل روايته ''فضل الليل على النهار'' إلى عمل سينمائي، حيث وقف على الأماكن التي سيتم فيها تصوير الفيلم الذي يروي جزءا كبيرا من سيرته الذاتية، ثم لا ننسى أنه عاش كثيرا بالجزائر وهو مجاهد وضابط سابق في الجيش الجزائري· الصعوبات التي واجهتموها بصفتكم منفذاً للعمل؟ لازلت حتى الآن أواجه صعوبات إنتاج فيلم ''موريتوري''، حيث أنني لم أتحصل على جزء كبير من حصة مساهمة وزارة الثقافة الجزائرية التي وعدت بالمساهمة في التمويل، إلى جانب وزارة الثقافة الفرنسية، وبحوزتي مستندات تثبت ذلك، فالإنتاج في الجزائر قارب الصفر سواء كان عاما أو خاصا بسبب عدم وجود سوق وقاعات عرض، وإن وجدت فهي مخصصة لأغراض أخرى غير سينمائية، حتى التلفزيون الجزائري الذي ساهم بقسط في هذا العمل لم يعرض الفيلم عبر مختلف قنواته لأسباب أجهلها، مما جعل السينما الجزائرية تفقد جمهورها ومخرجيها الذين غادروا إلى فرنسا لأنها تقدم لهم الدعم والتمويل لإنتاج أعمالهم، ومن تم لا نستطيع اعتبار أفلامهم جزائرية مائة بالمائة، والأفلام التي تم إنتاجها هنا ضعيفة ولا يمكنها المشاركة في المهرجانات الدولية· بالنظر إلى طبيعة موضوع أعمالكم كمنتج ومخرج، عملكم؟ عانيت كثيرا من هذا المشكل، آخرها منع عرض فيلم ''موريتوري'' من طرف وزارة الثقافة التي رفضت عرضه لأسباب تبقى مجهولة ثم فوجئت بتوجيه دعوة من نفس الوزارة للمشاركة في تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية التي لولاها لما شاهد الجمهور الجزائري هذه الرائعة والعمل المتميز الذي هو نتاج فكر لأحد أبنائها ''ياسمينة خضرا''· لكل مرحلة من مراحل الحياة الاجتماعية والسياسية للجزائر سينما عبّرت عنها، إلا مرحلة ما بعد أكتوبر ,88 كيف تفسرون ذلك؟ هذا أمر حقيقي، ويعود -حسب رأيي- إلى عدم وجود جرأة وشجاعة من طرف السينمائيين خاصة جيل مرحلة العشرية السوداء لتناول هذه القضايا بنفس الطريقة التي تناولها موريتيري· هل كان ياسمينة خضرا راضيا عن روايته سينمائيا؟ لا أخفي عليكم، لم يكن راضيا، وحسب رأيي هذا أمر طبيعي عند كل كاتب حين يحرف عمله، ومن المستحيل عند كل مخرج أن يحول رواية من 400 صفحة أو يلخصها في ساعة ونصف· هل من جديد؟ حاليا أنا بصدد التحضير لإخراج الجزء الثاني من ''موريتوري'' تحت عنوان ''المفتش لوب''، وهي سلسلة من ست حلقات، كما أحاول تجميع تمويل إنتاج فيلم عن حياة الراحل ''معطوب الوناس'' سيناريو عبد الكريم بهلول·