كشف هارون الكيلاني مخرج مسرحية “عودة شهرزاد إلى قصر شهريار" للكاتب سعيد بوشعير، أنه بصدد وضع الروتوشات الأخيرة للعمل الفني الذي استغرق عدة أشهر بعد الاشتغال على أدق تفاصيل مشاهده وكذا لوحاته الجمالية، إلى جانب حمله الكثير من المفاجآت لجمهور المسرح. تحدث هارون الكيلاني بشغف كبير عن آخر أعماله المسرحية، التي تطلبت بذل فريق عمله جهد كبير لتقديم عرض مسرحي يتمتع بالمقاييس العالمية المتعارف عليها، حيث قال إن مسرحية “عودة شهرزاد إلى قصر شهريار" تعد دراسة لنظرة إخراجية جديدة مقتبسة عن الرائعة الأسطورية ل “ألف ليلة وليلة"، لكنها ستقدم بلمسات مختلفة، حيث سيتقمص دور البطولة فيها كل من الممثلين هاجر علالي وطاهر صفي الدين. وقال هارون الكيلاني إن المسرحية عبارة عن حصة تدريب مسرحي على شخصية شهرزاد وشهريار، حيث تبدأ من الزمن الأسطوري لألف ليلة وليلة لتتوجه بعدها إلى الزمن الواقعي كاشفة عن بعض حيثياته، مرورا بأهم المحطات من التاريخ المعاصر. كما أن مشاهد من العرض عبارة أيضا عن إسقاطات لمعاناة المرأة في الوقت الراهن، فحسب ما أوضحه لنا المخرج، فإن شهرزاد تريد من خلال حضورها أن تلفت نظر من حولها وتهتف لهم أنهم ليسوا بالأحياء ولا بالأموات، وإنما هم مجرد أرواح تبقى تتشكل وسرعان ما تختفي عن الأنظار. وفي السياق ذاته، أوضح المتحدث أن في “ألف ليلة وليلة"، كانت شهرزاد تسرد قصة لشهريار كل ليلة، أما العمل الذي اشتغل عليه، فإن شهرزاد تروي قصة في ليلة واحدة. وعلى غرار ذلك، كشف هارون عن التقنية الجديدة التي استخدمها في بناء عرضه المسرحي، حيث غيّب الموسيقى كليا واستحضر فقط بعض المؤثرات الصوتية، مستغلا في الوقت ذاته بعض الإيقاعات التي يعزف عليها الموسيقار بالحبيب بآلة الناي، مستمدا إيقاعات من الريبرتوار الفارسي الصوفي لإعطاء جمالية واضحة الملامح لعمله الفني.