إستخدمت الشرطة السودانية الغاز المدمع والهري لتفريق متظاهرين كانوا يحتجون على بيع أراض زراعية في منطقتهم لمستثمرين خليجيين، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، كما أفادت الشرطة وشهود عيان. ذكرت المصادر أن نحو 400 شخص من سكان بلدة أم دوم في منطقة شرق النيل بولاية الخرطوم، نزلوا إلى شوارع البلدة وقطعوا الطرقات بالإطارات المشتعلة مرددين هتافات منددة ببيع أراضيهم. وقال أحد السكان لوكالة الصحافة الفرنسية، إن المواطنين “يعتبرون هذه الأرض أرضهم، ولكن الحكومة منحتها لمستثمرين خليجيين لإقامة مشاريع زراعية عليها". وأكد السكان أن الشرطة استخدمت الغاز المدمع والهري لتفريق المحتجين، الذين رشقوا عناصرها بالحجارة، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى. من جهتها، قالت الشرطة في بيان، إنه “وعقب صلاة أول أمس الجمعة، خرجت مجموعة من مواطني منطقة أم دوم وأبدت اعتراضها على استمرار مشروعات زراعية استثمارية قائمة في المنطقة مطالبين بتوزيعها كخطة إسكانية لمواطني المنطقة". وأضاف البيان، أن “هذه المجموعة قامت بقفل الشارع الرئيسي وحرق الإطارات والتعدي على موقع بسط الأمن الشامل بالمنطقة وحصب قوات الأمن بالحجارة، مما اضطرها للتعامل معهم وفق القانون في مثل هذه الأحوال لتفريقهم ومنعهم، لكنهم اشتبكوا مع الشرطة، الأمر الذي أدى إلى إصابة عدد من رجال الأمن ومواطنين إصابات طفيفة أسعفوا بالمستشفى". وأكدت الشرطة أنه “تمت السيطرة على الموقف والقبض على عدد من هذه المجموعة وفتحت بلاغات جنائية في مواجهتهم تحت إشراف النيابة". ويستثمر رجال أعمال عرب من الخليج في الأراضي الزراعية في السودان الذي يواجه أزمة اقتصادية منذ انفصال جنوب السودان في 2011 مستأثرا بثلاثة أرباع نفط البلاد، ويقول منتقدون، إن بعض المستثمرين يستغلون الدول الفقيرة والمزراعين.