قدم المحامي والمجاهد علي هارون، صبيحة أمس بمتحف الماما في العاصمة، النسخة الأصلية لجريدتي “المقاومة الجزائرية" و«المجاهد"، وقال إنه طلب من مدير الأرشيف الوطني الجزائري أن يسارع إلى تصويرها قبل تلفها الكامل. وأكد هارون ولمين بشيشي أنه حان الوقت للكشف التام عن كل الأرشيف، بما فيه العسكري، الذي بحوزة وزارة الدفاع الوطني. لبى المحامي علي هارون، دعوة المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر، الذي نظم ندوة دولية حول “الصورة والثورة" (15-16 ماي). ولتسليط الضوء على دور الإعلام في خدمة القضية الجزائرية، كشف للحضور عن مجلد كبير يعتبر النسخة الوحيدة والأصلية لجريدة “المقاومة الجزائرية" الصادرة في تيطوان المغربية، والتي وقع افتتاحيتها الأولى المرحوم محمد بوضياف، وكان ذلك في جويلية 1956:«هذه النسخة لا نظير لها في مكان آخر، وهي عزيزة على قلبي، لأنها تروي مقطعا من النضال الذي خضناه في مجال الإعلام، رغم أننا لم نكن مختصين في المجال، خاصة مع بدايات الثورة". ويضيف علي هارون: “وضع هذه النسخة متهرئ كما تلاحظون، لأن الورق الذي طبعت به الجريدة كان من النوع الرديء، حيث صدر منها 30 عددا من جويلية 56 إلى أوت 57 غير منتظمة الصدور، وفقا للظروف الصعبة في تلك الآونة". ويروي هارون حيثيات إصدار هذه الجريدة التي تعد الأولى الناطقة باسم جبهة التحرير الوطني، فيقول: “في أفريل 1956 استدعينا إلى مدريد أنا وسي فيصالة ودمراجي، حيث كان ينتظرنا محمد يوسفي، الذي أوصلنا بدوره إلى شقة كان فيها محمد بوضياف، أحمد بن بلة ولمين دباغين.. أمرني بوضياف بالسفر إلى مكناس وانتظاره هناك، وبعد شهرين التحق بي وطلب مني تشكيل فريق تحرير صغير لإطلاق جريدة توصل آراء جبهة التحرير إلى الداخل والخارج". ورغم قلة خبرة علي هارون ورفقائه مثل محي الدين موساوي وحسين بوزاهم، إلا أن الرهان كان كبيرا والمسؤولية أكبر: “لم نكن نوقع المقالات وحتى المساهمين من المناضلين لم يكن لهم الحق في ذلك"، يردف موضحا. النسخة الثانية الفريدة التي كشف عنها هارون هي لجريدة “المجاهد"، حيث علق إثرها قائلا: “اليوم أظهرت هذا الأرشيف لأسلمه في الوقت المناسب للجهة المناسبة لحفظه"، قبل أن يكشف لاحقا: “اتصلت بمدير الأرشيف الوطني وأخبرته بما حوزتي، وقلت إن علينا الاستعجال في إجراء نسخ رقمية". أثارت المسألة نقاش القاعة، حيث أكد لمين بشيشي، من جهته، أنه “حان الوقت للكشف عن كل الوثائق والأرشيف الذي بحوزتنا، سواء المحفوظ في الأرشيف الوطني أولدى وزارة الدفاع الوطني"، مذكرا بأرشيف وزارة الاتصال والتسليح (المالغ) الذي تقرر بأمر من الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد بإلحاقه بوزارة الدفاع دون غيره من الوثائق. أما الأرشيف السمعي لإذاعة “صوت الجزائر الحرة" فتساءل بشيشي عن مكانه ومصيره؟. المصورون الأجانب الذين ساهموا في تسجيل مراحل ثورة التحرير الوطني، عن طريق التقاط لحظات حرجة من حياة الشعب الجزائري، تعتبر في نظر علي هارون فرصة للتأكيد على مساهمة الاوربيين في نصرة الثورة، ومرد ذلك حسبه: “جبهة التحرير الوطني كانت مثالا للعمل الجماعي العادل والهادف والملتزم بالمبادئ الإنسانية، وقد نجحت الجبهة في فرض الاحترام والحب، ما دفع عديد الدول إلى مساعدتنا.. طبعا الجبهة التي أتحدث عنها هي ما قبل 6 جوان 1962". كما دعا المتحدث إلى نبذ نكران دور الآخر في الثورة: “تمر خمسون عاما على استقلالنا وعلينا أن نعترف لمناضلين فرنسيين وبلجكيين وألمان وغيرهم أدوارهم الحاسمة في تقدم كفاحنا".