تطرق عبد الرزاق مقري في فوروم جريدة “ليبرتي" إلى عدة قضايا تتصل أساسا بالحياة السياسية، مرض الرئيس، توجهات حزبه في أعقاب انتخابه على رأسه، التحالفات، الرشوة والفساد والرئاسيات القادمة. لم يتردد مقري في وصف المؤتمر الخامس للحركة الذي انعقد مؤخرا ونصبه رئيسا جديدا في وصفه بالتاريخي والديمقراطي: “يمكنني القول إن الأجواء التي سادت المؤتمر عبرت عن السيادة التي يجب أن تتمتع بها الأحزاب السياسية، وقد سعينا خلاله إلى محاولة لمّ شمل الحركة حول مشروع المرحوم الشيخ نحناح، ويبقى خطنا الإيديولوجي هو الوصول إلى دولة مدنية في ظل دستور يحدد معالمها، فيما يبقى الإسلام مرجعيتنا انطلاقا من كونه ساهم في تطور البشرية". وعن تجربة مشاركة الحركة في الحكومة ضمن التحالف الرئاسي، فقد رأى بأن التجربة تميزت بجوانب إيجابية وأخرى سلبية، غير أنها تبقى مفيدة: “نحن مرتاحون لمشاركتنا في فترة ما في الطاقم الحكومي". وخلال إجابته عن مرض الرئيس وما يثار حوله، أكد مقري بأن الحركة لا تملك معلومات عن حالة الرئيس، وأن هناك من يتابعون تطورها في إشارة إلى المسؤولين الحاليين في الدولة: “كل ما نتمناه هو أن يشفى الرئيس بوتفليقة"، فيما رأى أن تطبيق المادة 88 من الدستور أخذت اليوم قسطا كبيرا في الحوار السياسي، وأننا نسير اليوم نحو تطبيقها، متسائلا عن خلفية عدم ظهور الرئيس إذا كان في صحة جيدة. كما عاد مقري إلى الحديث عن خروج الحركة من التحالف الرئاسي، حيث اعتبر ذلك أمر محتوما بعد أن وصل هذا التحالف إلى طريق مسدود: “أعتقد أن التحالف لم ينفع بالنسبة للطبقة السياسية، غير أنه كان مفيدا لنا باعتباره منحنا الفرصة لفهم الواقع السياسي". وهو يتحدث عن التحالفات، أشار إلى أن التحالف الأخضر كان في جوهره تنسيقي من أجل فائدة هذا الوطن، طالما وأنه جمع بين أحزاب لها توجه إسلامي ومن الممكن أن يتوسع إلى حساسيات سياسية أخرى. أما الشق الخاص بالرئاسيات التي ستجري قبل أقل من عام، فقد تحدث عنه مقري بنوع من التحفظ عندما أشار بقوله: “لا يوجد هنالك مرشح يمكنه دخول معترك الرئاسيات في ظل غموض الأمور، طالما وأن اللعبة لا توجد في يد الأحزاب، وبالتالي من السابق لأوانه الحديث عن الترشح وإن تم فسيكون عبر مجلس الشورى ومن ثم التفكير في كيفية الترشح". وفي نفس السياق، يرى مقري بأن حركته تؤيد اجراء الانتخابات في وقتها المحدد في إشارة منه إلى الأصوات التي دعت إلى تنظيمها مسبقا. ومن بين النقاط التي نالت اهتمام وسائل الاعلام تلك التي تطرق خلالها مقري إلى وضع الوزير بن بادة، حيث لم يتوان في تقديم بعض التوضيحات: “بن بادة لم يشارك في المؤتمر بل كان من المدعوين، وبالتالي فهو لا يمثل الحركة في الحكومة، كما أؤكد بأنه لا توجد مشاكل مع بن بادة"، وكانت آخر نقطة جوهرية في تدخل مقري تتعلق بمسألة تعديل الدستور، حيث لم يتوان في اعتباره اليوم أصبح أداة في يد النظام وليست وسيلة لتسيير البلاد، وبالتالي فإن النقاش خرج عن جوهره: “نحن مع تأجيل تعديل الدستور إلى ما بعد الرئاسيات وهذا موقفنا".