خلال الملتقى الوطني الأول حول فكر “بختي بن عودة.. مهام المثقف النقدي اليوم"، الذي يعقد بفضاء بلاصتي، أمس واليوم، جمعت “الجزائر نيوز" آراء بعض أصدقاء وأقارب المرحوم الذين شاركوا الحضور بشهاداتهم حول تجربة “بن عودة" الثقافية. لا أتذكر الكثير عن والدي، فلم يتجاوز عمري الرابعة عند وفاته، لكني أشكر السيد “احميدة عياشي" وجريدة “الجزائر نيوز" على هذه المبادرة، وأشكر كل أصدقاء والدي الذين تكبدوا عناء المجيء اليوم للإدلاء بشهاداتهم حوله وحول أعماله. أشكر جريدة “الجزائر نيوز" على هذه المبادرة التي تخص الراحل “بختي بن عودة" الذي فارقنا خلال العشرية السوداء، وبصفتي رئيس نقابة الناشرين ومدير “دار الحكمة للنشر" أتأسف أننا ما زلنا نفرط في اسم كبير كهذا، ومن الجيد أن مدير جريدتكم “احميدة عياشي" تفطن لهذه المبادرة، أما من جهتي أؤكد أن “دار الحكمة" مستعدة لتبني أي عمل فيه إضافة للأدب والثقافة الجزائرية. لم أعرف “بختي بن عودة" عن قرب، كنت أقرأ له مقالات بين الحين والآخر، أعتبره من بين المثقفين الجزائريين البارزين الذين ساهموا في وقت صعب في دفع الثقافة الجزائرية إلى الأمام، وما يهمني أن نجد اليوم جريدة تهتم بكل هذه الجوانب الثقافية التي تخلد المثقفين الجزائريين الراحلين، فأشكر جريدة “الجزائر نيوز" على ما أقدمت عليه ونرجو أن تترجم الرغبة الملحة في تنظيم ملتقى “بختي بن عودة" سنويا، وعلى السلطات أن تتكافل مع كل من يعتني بهذه المواضيع حتى نساهم في إبراز مثقفينا سواء تعلق الأمر ب “بختي بن عودة" أو بغيره، لأن أمة بدون ثقافة أو فكر أمة معرضة للاحتقار والاندثار، وحتى وإن كنا سياسيين فإن خلفيتنا تبقى ثقافية، السياسة دون أدب وفن تصبح تجارة جافة لا معنى لها، ولا يمكننا أبدا فصل السياسة عن الأدب والثقافة فهما وجهان لعملة واحدة. هذه المبادرة الحميدة التي قام بها صديقنا “احميدة عياشي"، هي مبادرة فريدة من نوعها وهي تقليد نحن بحاجة إليه لرد الاعتبار لمفكر وفيلسوف كبير وهو الراحل “بختي بن عودة"، المداخلات كانت قيمة جدا خصوصا مداخلة الوزير السابق “محمد عبو"، ومداخلة الأستاذ “عز الدين ميهوبي"، ولاحظنا خلال هذه المبادرة أن الكثير من الفاعلين أبدوا استعدادهم للانخراط في هذه الموجة الجديدة التي تبعث روحا جديدة في الأدب والثقافة الجزائرية وتعيد الاعتبار لفكر “بختي بن عودة" لنصل إلى المشروع الفلسفي الحقيقي له. كانت فرصة سعيدة وشيء جميل أن يتذكر أصدقاء “بختي بن عودة" هذا الرجل وهذه القامة الفكرية التي رحلت عنا منذ 18 سنة، هذه ليست مناسبة للبكاء، هي مناسبة للوفاء بالدرجة الأولى ولتحريك الساكن في الثقافة الجزائرية وهو العمل الذي أفنى “بختي بن عودة" عمره في الاشتغال عليه، فمن باب الوفاء والمحبة لهذا الرجل الذي عاش معنا وكان سراجا مضيئا للثقافة الجزائرية في السنوات السوداء نحن نحاول فعل المثل، فكما تقول الحكمة الصينية “أن ترمي حجرا في بركة ماء آفل خير من أن تبقى تتأملها دون أن تفعل شيئا".