قدم، أول أمس، في قاعة القدس على هامش المعرض الدولي الجزائري للكتاب، بول بالتا، الكاتب والصحفي الفرنسي، مع الكاتب والباحث المصري، أحمد يوسف محاضرة بعنوان ''محور باريس، الجزائر، القاهرة في التاريخ''· أحمد يوسف، الكاتب المغربي المهتم بتاريخ القرون الوسطى، رفقة بول بالتا الفرنسي المولود في الإسكندرية، كان مراسلا لجريدة ''لوموند'' في المغرب الكبير في سنوات الخمسينيات، إبان الاستعمار الفرنسي للمغرب الكبير، وصاحب الحوار الظاهرة الذي أجراه مع الرئيس الجزائري السابق المرحوم هواري بومدين، الذي استغرق فيه 50 ساعة، بالإضافة إلى حواره مع الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة الذي استغرق فيه ثلاثين ساعة أيام كان على رأس وزارة الشباب والرياضة، محاولا إبراز طبيعة العلاقات التاريخية التي عرفتها الدول الثلاثة المذكورة منذ القرن الرابع عشر عند نشأة مدينة الإسكندرية، فقد أكد أن باريس كانت من أهم الدول التي عملت على وضع علاقات دبلوماسية مع القاهرة مثلا في القرون الوسطى، بالإضافة إلى العلاقات التجارية التي عرفت بين الدولتين كتجارة السلاح التي تأتي الأندلس مرورا بباريس وصولا إلى مصر عبر السفر من البحر الأبيض المتوسط، أو برا عبر الجزائر· بالإضافة إلى ذلك، أضاف الكاتب المصري أن العلاقات لم تقتصر فقط على التجارة والسياسة، بل تعدتها إلى المجالات الثقافية والعلمية المتبادلة بين الطرفين، فبالموازاة مع التطور العلمي الكبير الذي عرفته فرنسا خاصة والدول الأوروبية عامة، فقد عرفت الضفة الأخرى من المتوسط ثورة علمية في شتى المجالات، وأعطى مثالا على ذلك تأثر الدول الأوروبية وفرنسا خاصة في التحليلات الاجتماعية المدونة في مقدمة ابن خلدون بالإضافة إلى مجال الطب الذي برع فيه العرب، حيث أنشأ أول مستشفى في التاريخ من طرف الغازي في مدينة بغداد بالتحديد· نفس الأمر بالنسبة للرياضيات، حيث أكدت الدراسات أن الأرقام المستعملة في وقتنا الحالي هي أرقام هندية جاءت إلى أوروبا عبر الوطن العربي، حيث ابتكر العرب الصفر وأضافوه إلى الأرقام المعروفة قبلا· أما في المجالات الاقتصادية، فقد أكد المستشرق الفرنسي أن فرنسا بالتحديد هي أول من أعطى لمصر فكرة إنشاء قناة السويس في عهد الغور سلطان مصر، وذلك قصد تقليص المسافة المستغرقة في السفر إلى دول شرق آسيا، بالإضافة إلى منافسة تجارة البرتغال التي تقوم على الدوران من رأس الرجاء الصالح، ولكن قيام الإمبراطورية العثمانية في الوطن العربي حال دون ذلك، ما أدى إلى تأجيل المشروع·