إعترف الوزير الأول عبد المالك سلال، خلال افتتاح الملتقى الوطني للاتصال المؤسساتي منذ أيام بالجزائر العاصمة، بوجود "خلل" في هذا المجال.وبدا الوزير الأول منصفا مع الصحفيين عندما لم يحملهم المسؤولية في هذا المجال، حيث حمّل هذه المسؤولية للمؤسسات نفسها بحكم "تحريته" كإطار تقلد عدة مناصب في مختلف المؤسسات قبل قيادته للجهاز التنفيذي، وهي المقاربة نفسها التي اعتمدها تقريبا، وزير الاتصال محمد السعيد، الذي نظمت الوزارة التي يشرف عليها هذا الملتقى، عندما قال إن الاتصال المؤسساتي بحاجة إلى تنظيم، فضلا عن حديث محمد السعيد في نهاية الملتقى عن خطة عمل يتم تقديمها للحكومة للنهوض بهذا النوع من الاتصال، تكون واضحة ومحددة من حيث "آجال وآليات" التنفيذ والتطبيق... وفي الواقع، فإن المواطنين كانوا يحسون بوطأة غياب الاتصال المؤسساتي حتى قبل تنظيم مثل هذه الملتقيات التي سلطت الضوء على الموضوع، وفي بلد مثل الجزائر يمكن لمواطن أم يصحو على أشغال إنجاز روضة أطفال لا تبعد عن حيه السكني سوى بعشرات الأمتار ومن دون أن تكلف الجماعة المحلية التي يعيش ضمن دائرة إقليمها عناء إخباره بالمشروع قبل دخوله حيز التنفيذ فعلا. ولا يعتبر الأمر بسيطا على الإطلاق إذا تجاوزنا عتبة إعلام المواطنين بمشاريع جوارية على أهمية ذلك بالنسبة لحياتهم اليومية وتعزيز الثقة في السلطة التنفيذية، كمال قروي مثلا، وهو مستشار اتصال مؤسساتي لدى الوزير السابق للاستشراف والإحصاء عبد الحميد طمار، يقول في حوار أدلى به ل "الجزائر نيوز"، إن كلفة غياب الاتصال المؤسساتي أو رداءته قد تكون عالية جدا، مستشهدا بما يحدث في سوريا وليبيا من دمار كان غياب الاتصال المؤسساتي جزءا من الأسباب التي أدت إليه. وخلال الملتقى المشار إليه، تحدث جمال بوعجيمي أستاذ علوم الإعلام والاتصال بالعاصمة، عما حدث مؤخرا في امتحانات مادة الفلسفة في البكالوريا، مشيرا إلى كون الاتصال المؤسساتي كان عليه أن يلعب دوره في هذا الإطار ويعمل على إقناع المتلقين، ملفتا إلى كون الاتصال المؤسساتي في بلادنا أشار إلى وجود مشكل بهذا الخصوص ولكن مواقع التواصل الاجتماعي، وفقه، هي التي أفاضت في الحديث عنه بالمضمون والصور أيضا. وفي الواقع، فإن مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف الشبكات على الأنترنت، كانت محل حديث كبير ومتشعب خلال هذا الملتقى من ناحية الدور البالغ الأهمية التي أصبحت تلعبه في الحياة العامة والعملية الاتصالية عموما، مما يفرض على المؤسسات التكيف مع هذا الوضع بسرعة واقتدار، وبيار غيلبار الخبير الدولي في الاتصال والمناجمنت يشير، في حوار موجود ضمن هذا الملف، إلى تعاظم مثل هذه الشبكات والمواقع خلال السنوات الأخيرة، فضلا عن تأكيده على أنه من الخطأ أن يعتبر المسؤولون الإداريون أنهم غير ملزمين بالاتصال كما يحدث في كل دول العالم و«ليس الجزائر فقط". ومع الأهمية التي أعطاها المشاركون، في الملتقى، للشبكات الاجتماعية على الأنترنت، أشار أستاذ علوم الإعلام والاتصال عاشور فني، إلى وجود دراسة شملت عددا من المؤسسات والوزارات، بينت كيف أن هناك توجها لدى هذه الهيئات والمؤسسات نحو الشبكات الاجتماعية ولكن من دون وجود استراتيجية لديها، حيث اعتبر المتحدث ذاته، أنه من الضروري أن توضع استراتيجية الاتصال قبل أن توضع الشبكات التقنية لأنه في حالة العكس - كما قال - فإنه يمكن للأشخاص أن يضعوا رسالتهم الاتصالية في هذه الشبكات. وقد تحدث المتدخل ذاته أيضا عن كون الذين يقومون بالعمل في ميدان الاتصال المؤسساتي "غير مؤهلين" ، وهو كلام لا يبتعد كثيرا عما قاله وزير الاتصال خلال الملتقى، حينما أبدى امتعاضه من كون "إطار في وزارة الاتصال يسأل أستاذا جامعيا" عن الموضوع، حيث اعتبر الوزير أن القضية تبقى قضية "مستوى"، وفقا لتعبيره.