«مرسي في عام... صفحة سوداء في تاريخ مصر"، عنوان كتاب يسرد تسلسل السياسات الفاشلة التي تبناها الرئيس الإخواني منذ تربعه على عرش الاتحادية، وهو الأكثر تداولاً في مصر قبل ان يطبع. في أقل من سنة من انتخابه رئيسا، لم يترك مضماراً إلا أدلى بدلوه فيه ولم يحصد سوى الخيبة والفشل. الاقتصاد يترنح، غلاء الأسعار غير مسبوق، السياحة تنتحب عند أقدام أبي الهول وأهرام الجيزة، سقف الدين العام ارتفع عشرة مليارات دولار، الحريات في أسوأ حال، التضييق على الصحافة والصحافيين تجاوز مثيله في عهد أسلافه وعمرهم المديد في السلطة، الفقر في أعلى مستوياته، منسوب النيل في أدناه، صورة النساء مزرية ومثلها أوضاع الأولاد، مكانة الدولة في الخارج في الحضيض، الطائفية تعيش أزهى أيامها في عهده إلى درجة أن المعلق الساخر باسم يوسف سمى مرسي في تغريدته على "تويتر": "أول رئيس طائفي منتخب". حل مرسي رئيساً بخمسين في المئة من أصوات الناخبين زائد واحد، في شهور قليلة حظي بأعلى نسبة كراهية شعبية تكاد تدخله موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية. يقول أهل النكتة السياسية في مصر إنه خاض السبت في استاد القاهرة مباراة اعتزاله. وقد يحل موعد 30 حزيران للتظاهر ضد حكمه وهو يفتش عن مكان آخر غير مصر ليمضي فيه بقية العمر بعد تقاعده المبكر المنتظر. ذهب إلى الاستاد القاهري لنصرة الشعب السوري فإذا به يعلن الحرب على الشعب المصري، فشل في إثيوبيا فاعلن الجهاد في بلاد الشام، خاطب الجهاديين في سوريا لكن المستفيد كان الجهاديون المصريون الذين جلسوا في الصفوف الامامية مستعدين لسن السيوف على دعاة الدولة المدنية والتشريعات الوضعية. سعى بكل وضوح إلى تخويف متظاهري 30 حزيران باللحى والعمائم والفتاوى والفؤوس، لكن ردّ هؤلاء كان: "مرسي حشد فى الاستاد... نحن سنحشد فى شوارع مصر كلها". في خطبته الاخيرة التي يحلو لبعض المصريين تسميتها "خطبة الوداع"، لم يكن مرسي موفقا كعادته، ففي هذا الخطاب نسي ان الحرب في سوريا مضت عليها سنتان ونيف، وانه هو نفسه صاحب المبادرة الرباعية للحل السلمي. واذا كان من شأن هذا الخطاب اقناع بضع عشرات من المصريين بالذهاب الى سوريا للجهاد، فقد غاب عن باله ان مثل هذه المشاركة لن تغير الموازين في سوريا في ظل قوة الجذب السورية لالاف "المرتزقة الجدد" من كل حدب وصوب مدفوعين الى ذلك بتعبئة "جهادية" او"دينية" او "نضالية" وليس بالضرورة "مالية". كما ان مثل هذه الدعوة لن تساهم إلا في اذكاء العصبية الطائفية التي بلغت ذروتها في المنطقة واطالة أمد الحرب عوض انهائها. نقلا عن "النهار" اللبنانية