اعتبرت سوريا أن الرئيس المصري محمد مرسي قضى بتصريحاته حول الأزمة السورية على مجموعة الاتصال الإقليمية التي اقترح أن تكون مشكلة من كل من مصر وإيران وتركيا والسعودية، فيما شبه أردوغان ما تشهده سوريا اليوم بما حدث من قبل في كربلاء، بينما أكد الحلف الأطلسي أنه يفضل الخيار السياسي على العسكري، في حين اتهمت روسيا ضمنيا الولاياتالمتحدةالأمريكية بدعم القاعدة في سوريا لإسقاط نظام الأسد. وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن تصريحات الرئيس المصري محمد مرسي الأخيرة حول الأزمة السورية ''قضت'' على اقتراحه تشكيل مجموعة اتصال إقليمية تهدف لإيجاد حل للنزاع الدائر في سوريا، محملاً إياه مسؤولية ''سفك الدم السوري''. المقداد، وفي حوار مع التلفزيون السوري مساء أمس الأول، نشرت نصه وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، قال إن ''سوريا تنظر إيجابياً إلى أي مبادرة ترغب بتقديم أي مساعدة على احتواء الأزمة وإعادة الحياة الطبيعية إلى شوارع ومدن سوريا''. من جانبه قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في كلمته أمام مؤتمر النهضة العربية والسلام في الشرق الأوسط الذي افتتح أمس في اسطنبول ''إن الذي تشهده سوريا اليوم قد شهدناه من قبل في كربلاء قبل 1233 عاما، وأن النظام السوري يظلم ويقتل شعبه وهناك من يصفق له من نفس المذهب''. وأضاف أردوغان في كلمته ''الرئيس السوري بشار الأسد ظالم وديكتاتور وتقتل قواته المواطنين بالأسلحة، ونفذ العديد من أعمال القتل الجماعي بالمدن السورية، مع العلم أن الإسلام يحرم القتل ويعتبره جريمة ضد الإنسانية''. وأكد أردوغان أنه ''لا يمكن أن نظل مكتوفي الأيدي وصامتين ضد وحشية بشار الأسد، لأن الذي تشهده سوريا اليوم هو كربلاء جديدة في القرن الحالي''. بينما ألمح بوتين في حوار تلفزيوني أول أمس، إلى أن الولاياتالمتحدة ''تنتظر من ''المتشددين'' أن يساعدوا في إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، قائلا إن تلك الدول ''ستندم على ذلك''. وقارن الرئيس الروسي الوضع الراهن في سوريا بما حدث في أفغانستان حين أيدت الولاياتالمتحدة ''الجهاديين'' الذين حاربوا القوات السوفيتية في تلك البلاد خلال الحرب الباردة أواخر القرن الماضي. وقال ''اليوم هناك من يستخدم مقاتلي القاعدة، أو أناسا من تنظيمات أخرى لها الآراء المتطرفة نفسها لتحقيق أغراضه في سوريا. هذه سياسة خطيرة للغاية وتتسم بقصر النظر''. ونقلت قناة ''روسيا اليوم'' عن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ''الناتو'' اندرس فوغ راسموسن قوله، إنه ''ضد اعتبار أحداث ليبيا وسوريا متشابهة، بل إنها مختلفة''، لافتاً إلى أن ''الحلف كان يملك تفويضاً واضحاً من الأممالمتحدة في الحرب الليبية، بالإضافة إلى مساندة بلدان المنطقة من أجل حماية سكان ليبيا''. وفي خطاب ألقاه في الأكاديمية الدبلوماسية في العاصمة الأذربيجيانية باكو، أكد أنه ''بالنسبة إلى سوريا، فالأفضل هو خيار التسوية السياسية، عوضاً عن الخيار العسكري''، مشيراً إلى أن ''الحلف يتابع باهتمام تطور الأحداث في سوريا، وهو على استعداد للدفاع عن تركيا إذا ما اقتضى الأمر''، قائلاً أن ''تركيا شريكتنا، ونحن على استعداد للدفاع عنها عند الاقتضاء''. على صعيد آخر، حذر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر مورير، من أن الوضع الإنساني في سوريا يتدهور باستمرار، مشيرا إلى أن آلاف السوريين نزحوا إلى الخارج''، مشيرا إلى تدهور الوضع الاقتصادي في سوريا. ولفت مورير في مؤتمر صحفي إلى أن ''الدمار في البنية التحتية بسوريا كبير''، معلنا أن ''ما يجري في سوريا نزاع مسلح في بيئة مدنية''. وفي سياق آخر، أعلن الملحق الدبلوماسي السوري في صربيا، بشار الحاج، عن انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الأسد، وانضمامه إلى الثورة السورية، مبديا اعتذاره للشعب عن تأخر اتخاذه هذا الموقف. ميدانيا، أعلن التلفزيون السوري أن تفجيرا إرهابيا بسيارة مفخخة وقع بين القصر العدلي ووزارة الإعلام في دمشق أمس الجمعة، موضحا أن التفجير أسفر عن أضرار مادية بالسيارات الموجودة في المكان. وكان التلفزيون السوري، قد ذكر في وقت سابق، أن انفجارا وقع أمام أحد المساجد بدمشق بعد صلاة الجمعة، أسفر عن مقتل 5 من رجال الأمن، كما أعلن المركز الإعلامي السوري، وقوع انفجار ضخم، في طريق المطار القديم بدمشق.