ستعرف العشرية المقبلة ارتفاعا ملحوظا في حالات الإصابة بالسرطان في الجزائر، حيث ستبلغ 300 حالة جديدة سنويا لكل 100 ألف نسمة، حسبما أكده الأستاذ كمال بوزيد، رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأورام. وأكد نفس المختص ل"وأج" أن معدل الإصابة الذي بلغ خلال تسعينيات القرن الماضي 80 حالة جديدة سنويا لكل 100 ألف نسمة، قد انتقل خلال السنوات الأخيرة إلى 120 حالة لنفس التعداد، وسيصل خلال العشرية القادمة إلى 300 حالة جديدة لكل 100 ألف نسمة سنويا. ووصف رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأورام هذه الوضعية الوبائية التي يمر بها المجتمع الجزائري، والمتمثلة في الارتفاع المتزايد لحالات الاصابة بالسرطان ب«العادية جدا"، مقارنا إياها بنفس الوتيرة التي شهدتها الدول الغربية خلال السنوات الماضية. وأرجع الأستاذ بوزيد - الذي يشغل أيضا منصب رئيس مصلحة طب الأورام بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في مكافحة السرطان بيار وماري كوري - تزايد وتيرة هذه الإصابة إلى عدة عوامل، منها شيخوخة السكان، حيث تقدر نسبة هذه الشريحة بالجزائر ب 7 بالمائة، وهي مرشحة للارتفاع بعد أن بلغ متوسط العمر بها 75 سنة خلال السنوات الأخيرة. وقد أثبتت معطيات المعهد الوطني للصحة العمومية أن متوسط العمر المعرض إلى الإصابة بالسرطان قد بلغ على العموم 52 سنة، باستثناء سرطان الثدي الذي يسجل معدل الإصابة به في حدود سن ال40 سنة، وهو سن وصفه الأستاذ أحمد بن ديب - مختص في الكشف عن سرطان الثدي بمركز بيار وماري كوري - ب«المبكر جدا" مقارنة بالإصابة المسجلة بالدول المتطورة، أين ينتشر المرض لدى الفئة العمرية البالغة 50 سنة فما فوق. وقدرت الأستاذة دوجة حمودة، باحثة حول السرطان بالمعهد الوطني للصحة العمومية، عدد الإصابات بهذا الداء بأكثر من 40 ألف حالة جديدة سنويا، من بينها 20 ألف مسجلة لدى النساء وأكثر من 19 ألف حالة لدى الرجال. من جهته أكد الأستاذ جيلالي الوافي، من مركز مكافحة السرطان بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية، أن 7 تجهيزات للعلاج بالأشعة فقط تشتغل في الوقت الراهن وتغطي كل التراب الوطني، من بينها تلك التابعة لمصلحة المستشفى العسكري لعين النعجة، وثلاثة منها بمركز بيار وماري كوري بالجزائر العاصمة، إلى جانب تجهيزات كل من مراكز البليدة ووهران وورڤلة، في حين تبقى المراكز الأخرى إما "بصدد التجهيز" أو"معطلة". ورغم أن الأستاذ العربي عبيد - مدير مركزي بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات - قد أعلن فيما سبق أن الوضعية ستشهد تحسنا مع بداية السداسي الثاني لسنة 2013، إلا أن الأساتذة الذين تم استجوابهم بمختلف المراكز المتخصصة حول هذه الوضعية أكدوا أن هذه الأخيرة "لازالت على حالها". ومن جهة أخرى عبرت الأستاذة عائشة جمعة، عن قلقها للوضعية المزرية التي يعيشها المرضى بولايات الشرق الجزائري، حيث يتكفل مركز قسنطينة بالعلاج بالأشعة لحوالي 10 آلاف مريض، مؤكدة أن هذه المصلحة "متوقفة تماما" منذ شهر فيفري الفارط، وأن معظم المرضى "يموتون في صمت" في حين يتوجه البعض الآخر الذي لديه الإمكانيات للعلاج بتونس. أما رئيس مصلحة العلاج بالأشعة بمركز بيار وماري كوري، الأستاذ أمحمد عفيان، فقد أكد بدوره أنه رغم تشغيل تجهيزات المركز 24 سا/24 سا وتجنيد فريق طبي وشبه طبي لهذه العملية، فإن المصلحة "عاجزة" عن الاستجابة للطلب المتزايد على هذا النوع من العلاج. وبخصوص إرسال المرضى للعلاج بالأشعة إلى الخارج، يرى نفس المختص أن المستشفيات الأوروبية لايمكنها التكفل ب20 ألف مريض جزائري مهما تم ضبط تنظيم توزيعهم على هذه المستشفيات، معلقا آماله على المراكز التابعة للقطاع الخاص، التي سيتم فتحها قريبا بكل من ولايتي البليدة والعاصمة، لتخفيف الضغط عن المراكز التابعة للقطاع العمومي.