مررت بالبرلمان، وكان يشبه إلى حد بعيد مبنى البرلمان الجزائري، إلا أن هذا البرلمان كان محاطا بالكلاب فقط.. فقلت، وهل للكلاب برلمان؟! فرد علي كلب سمين، يبدو أنه كان في حزب معروف في بلده سابقا، وهل عندك مشكلة أيها الإنسي الحقير أن يكون للكلاب برلمان؟! حاولت تجاهله، لكنه، أصر على قنبلتي بملاحظته وفي صوته شيء من النباح الخطير، فقلت منافق، لا أيها السيد الكلب.. أنا مع حرية كل المخلوقات في ممارسة العمل السياسي والنيابي، حتى وإن كانوا كلابا.. فهدأ روعه وغضبه ثم سألني، "وكيف وصلت إلى هنا دون أن تتحول إلى كلب حقيقي؟! فقلت له، الحقيقة بأنني لا أكاد أصدق ما يحدث لي، لكنني وعدته أن استغل فرصة وجودي ببلادهم لأنقل الحقيقة عنهم إلى أهلي إذا ما تمكنت من العودة.. وعندئذ قال لي، سمعت أن رئيسكم مريض جدا، فقلت نعم، فقال لي، ومن يحكم البلاد إذن؟! قلت، هو قال: هو؟! كيف أن الرجل مريض ويحكم، فقلت نحن بلد مؤسسات، فكشر وجهه في وجهي، اخرس أيها الإنسي، هل تعتقد أننا لا نعرف بلادكم، حتى تقول لي، أن بلدكم بلد المؤسسات.. لقد كانت لي مناصب مهمة في بلدكم، ففي السابق كان بلدي، وأعرف أن الحديث عن المؤسسات هو خرطي في خرطي.. وها أنت تكرر على سمعي ما كنا نقوله بالأمس.. فاعتذرت، وقلت.. إن الجزائر بلد المعجزات، ومن بين هذه المعجزات، أن تستمر على هذه الحال، ولا أحد يعرف من يحكمنا، ابتسم في وجهي، وقال، الآن.. يبدو أنك صادق، وأنا الذي سأقول لك من يحكم بلدك أيها المغفل، قلت من؟! فضحك وقال: أرأيت..؟! الكلاب تعرف من يحكمكم وأنتم لا تعرفون.. يا حسرتاه.. يا حسرتاه على الجزائر..