واصل برنامج "ألف نيوز ونيوز" الرمضاني ليلة أول أمس الخميس، باستضافة المسرحية تونس آيت وعلي التي حاكمت العادات الظالمة والقاهرة لمرأة في مونولوج بعنوان "الدهاليز" وتونس آيت وعلي فنانة متميزة بدأت مسارها الفني منذ فترة طويلة، حيث سبق لها وقدمت عديد الأعمال منذ مسرحية شهرزاد لرشيد ميموني في العام 1994 ومسرحية ثللي سنة 2010 وغيرها من الأعمال لتنتقل بعد ذلك إلى المونولوغ والإخراج حيث سبق لها وأخرجت مونولوغ "الزايخة". هذه المرة نقلت "الجزائرنيوز" برنامجها إلى مقهى الفنانين الذي كان يعج بشباب وفتيات وفنانين وجدوا فيه متنفسا وفضاء لسمر رمضاني عقب يوم طويل من الصيام يتبادلون خلاله الأحاديث على وقع الشاي والحلويات والشيشة والعصائر بأنواعها، وفي هذا الخضم كله حلت الفنانة تونس آيت وعلي التي وصلت إلى العاصمة بعد جولة طويلة بدأتها من الشرق الجزائري منذ الثاني عشر من رمضان مرت خلالها بعديد المدن كسوق أهراس وباتنة وسكيكدة، أمتعت خلالها الجمهور بمونولوغ "الدهاليز"، لتقتحم المنصة الصغيرة الموضوعة في أحد الزوايا وتقدم حكاية كل امرأة تنتقل من محيطها إلى وسط آخر بشكل غير مرغوب فيه والإشكاليات التي تعترضها والزوايا التي يراد لها أن تبقى معتمة، حيث حكت قصة فتاة تحب شخصا ما وتختاره كما يختارها ليتقاسما حياتهما غير أن أمها ترفض وتصر على تزويجها من الشخص الذي تختاره هي لتعكس بعد ذلك صورة الأخ والشقيق الذي ورغم كونه متعلما إلا أنه يعتدي عليها بالضرب لمجرد أنه صادفها تتكلم مع الشخص الذي اختارته لتتواصل الحكاية بهجرة الحبيب الذي اختارته وزواجها من شخص غريب عنها وغير راغبة فيه تماما لتعكس معاناة أخرى تستمر معها طويلا وهي مضطرة للصبر والتحمل. لقد تمكنت الممثلة من تقديم المرأة على أنها ذلك الكيان الذي يمثل الشريك، المرأة المتعلمة الباحثة المفكرة وليست فقط ذلك الجسد الذي يقصد لتفريغ المكبوتات والنزوات كل هذا في طرح جريىء وبقوة أداء وحضور تمكنت خلاله الفنانة من جذب وشد انتباه الجمهور رغم الضوضاء الذي كان يعلو في المكان بين الحين والآخر مستخدمة فقط كرسيا ولحافا شفافا في غياب أي مؤثرات أخرى. وقد أكدت الممثلة في نهاية العرض أنها كفنانة لا تبالي كثيرا بانشطار القاعة بين مؤيد ومعارض وأنها تكتفي فقط بتمرير رسالتها على الركح وإيصال صوتها وصوت كل النسوة اللواتي تعرضن للقهر وصودرت حياتهن على يد أقرب الناس باسم العادات والتقاليد والعرف الذي يبقى بريئا من هذا الظلم.