نقاش ساخن حول ''فن المونولوغ''، شهده فضاء ''بلاصتي''، ليلة أول أمس، ضمن برنامج ليالي ''ألف نيوز ونيوز'' الرمضانية، النقاش اُختتم أسبوع المونولوغ الذي شهد عرض 11 عملا مسرحيا، بينها 4 أعمال نسوية. بداية الندوة كانت مع الناقد محمد كالي، الذي عرض مسيرة فنون المونولوغ والمونودرام في الجزائر، بداية مع مسرح الحلقة الذي اعتبر بعض مفاصله تجربة مونولوغ كمسرحية ''جلول الفهايمي'' للفنان الراحل عبد القادر علولة، قبل أن يستقل بنفسه كنوع مسرحي خاص عام 1972 دائما مع علولة في عمل كتبه وأخرجه تحت عنوان ''حمق سليم''، الذي جاء في وضع صعب نظرا لإغلاق المسارح حينها. علولة الذي وجد نفسه في وضعية البطال، اتخذ من المونولوغ طريقة للاستمرار في العمل. لينتقل المونولوغ الجزائري -حسب كالي- إلى مرحلة جديدة مع مشاركة قدور نعيمي في مهرجان الحمامات بتونس بنص من كتابته وإخراجه وتمثيله، أهله للفوز بجائزة البحث. المونولوغ -حسب كالي- أخذ في الثمانينيات مكانه وسط مسرح الهواة، الذين رأوه مخرجا غروتوفسكيا لشح الإنتاجات، فاعتمدوا عليه تطبيقا لمفهوم المسرح الفقير، في ظل صعود للتيار الإسلامي، وهذه الأعوام شهدت عدة عروض بداية مع حميدة عياشي في قدور البلاندي عام ,1984 توفيق ميميش في الحافلة تسير، تيتيف بوناب في ''المتهوم''، وصولا إلى حميد قوري في ''الطاروس'' عام .1986 واعتبر كالي عشرية التسعينيات ''الفترة التي أزهر فيها المونولوغ الجزائري، مع الانعدام شبه الكلي للإنتاجات على مستوى المسارح الجهوية، وتصاعد موجتي العنف والتطرف الديني، في مقابل تراجع كبير في حرية التعبير، مع حالة الخوف التي تفشت وسط المجتمع الجزائري. وعزا كالي تصاعد شعبية المونولوغ حينها، إلى شجاعة الفنانين المسرحيين الذين كانوا يتحدون الصمت المطبق، ويدخلون في علاقة حميمية مع الجمهور لعروضهم، علاقة فيها الكثير من المكاشفة والصراحة''. وقد شهدت هذه العشرية عدة أعمال مهمة، خاصة في المسرح النسوي بداية مع صونيا عام 1990 في مونودرام فاطمة لمحمد بن قطاف، العام الذي شهد كذلك دخول كل من فضيلة عسوس ودليلة حليلو إلى عالم المونودرام، الأولى مع عرض ''البسمة المجروحة''، والثانية مع شخصية باية، لتلحق بهن عتيقة بلزمة عام 1994 بعرض ''نواح لجراح''، الأمر الذي أكد على أهمية هذا النوع المسرحي، وأكد نجاح الفنانات الجزائريات فيه، في العشرية التي شهدت العرض الجريء للفنان الراحل عز الدين مجوبي تحت عنوان ''حصارستان''. ليختم كالي مع الألفية الجديدة التي شهدت زيادة في الكم، الأمر الذي أدى إلى ظهور نوعية من العروض لا تهتم بالجانب الجمالي الضروري، وأكد على استمرار فن المونولوغ في الجزائر بشكل لابأس به، مع فنانين مميزين أمثال حميد قوري، جناتي سعاد، خديجة قميري حابس، وغيرهم ممن أنتجوا أعمالا ذات مستوى فني عال، بتكاليف بسيطة. أما مداخلة الفنان المسرحي عمر فطموش، فكانت ساخنة جدا، طالب من خلالها إعادة التعريف والفصل بين الفنون الثلاث، المونودرام، المونولوغ والستاند آب، وأكد على وجود حالة كبيرة من الخلط بين الفنون الثلاثة، بالقول ''نحن ننتج مزيجا من كل شيء، ونسمي كل شيء مونولوغ''، وعرف فطموش المونودرام بالقول ''هو عرض كامل يحوي كل مكونات العمل المسرحي، من نص، سينوغرافيا، وإخراج''. أما ''المونولوغ فظهر في الجزائر وسط أعمال مسرحية متكاملة، حيث يتوقف العرض ويتدخل واحد من الممثلين ليقدم وصلة خاصة به، الأمر الذي حدث في أعمال الأجواد وجلول الفهايمي لعلولة''، أما الوان مان شو فعرفه بالقول ''هو عمل يتمحور حول قدرات الممثل، وعرض لإمكاناته، وهو الأمر الذي يجعل الممثل يبدع من النص الممنوح له، وينطلق فيه معطيا إياه أبعادا جديدة''. وصنف فطموش معظم الأعمال المنتجة حاليا ضمن الوان مان شو، والتي تنتج بطريقة سيئة خالية من المسؤولية.