سيدي الوزير، بعد تردد طويل قررت أن أكتب لك هذه الرسالة، فعندما أتيت على رأس هذا القطاع الحساس لم أكن أملك فكرة كبيرة حولك، خصوصا أن الصحافة جاءت بالكثير من المتناقضات أثناء الحديث عن سيرتك عشية تعيينك، فلم تتفق في معلومة واحدة إلا على قدومك من على رأس جامعة سعد دحلب، لذلك لم أكن قادرة على تشكيل فكرة جيدة حولك. لكن ما إن أعلنتَ عن إعادة النظر في إصلاحات الوزير المعاصر لكل فشل في المدرسة الجزائرية، بن بوزيد، حتى استبشرت خيرا بقدومك، وعندما قررتَ أن لا تحدد العتبة لطلبة البكالوريا رغم كل احتجاجاتهم قلت في نفسي هذا وزير شجاع سأدافع عنه بكل ما أوتيت من قوة، لأنه منتبه لم حدث من تشويه لشخصية التلاميذ وقيم العلم في بلادنا، وهاهو ينطلق في عملية فرز الصالح من الطالح في القطاع وإعادة ترميم ما تم تخريبه على مدار العقدين الأخيرين.. وهكذا بت من أكثر معجبيك. وكم كانت اللحظة قاسية عليّ عندما حدثت الفوضى في البكالوريا الأخيرة، وراحت الهواجس تتسرب إلى نفسي بأنهم يحضرون لك مكيدة كتلك التي تحدث عنها الوزير بن محمد ولم أصدقها وقتها.. لكن يوم امتحان الفلسفة في بكالوريا جوان الماضي صدقتها وخفت أن تجهض أحلامي في "بابا" الفارس المنقذ للتربية في بلادي. لكنك يا فارسي لم تخيبني، حيث وقفت بالمرصاد وأكدت أن ما حدث ليس مكيدة وإنما هي لحظة جنون أصابت التلاميذ الذين اعتقدوا أنهم يستطيعون النجاح في البكالوريا بالغش والفوضى، لكنك أدبتهم أشد تأديب، ولا أخفيك أنني أشفقت على أولئك الصغار من عقابك القاسي لأنهم ليسوا فقط مخطئين بل ضحايا في الوقت نفسه لأنهم نتاج المدرسة الجزائرية نفسها، لكن مع هذا "عفست على قلبي" وقلت "آخر العلاج الكي"، لابد أن نقسو عليهم لأجل الصالح العام، فإذا فقدنا مصداقية البكالوريا لا يبقى للمدرسة الجزائرية إلا الترحم عليها، لكنك كنت "القوي الأمين" الذي تصدى للموقف بكل حزم، وحسمت الأمر. بيت القصيد (سبب الرسالة) لقد غضبت بشدة عندما نشرت "الجزائر نيوز" موضوعا مرفقا بالوثائق التي تؤكد تورطك في الفساد، وعندما حاولت الدفاع عنك قيلت لي الكثير من الأشياء من قبل أحد الجامعيين بسعد دحلب، حول تجاهلك للعمال والتحامل عليهم وإحاطة نفسك بأشخاص فاسدين ودفاعك عنهم بشكل مستميت، واتهامك لبعض الأساتذة الذين كانوا يدافعون عن حقوقهم الاجتماعية والبيداغوجية بأنهم يقومون ب"التخلاط" السياسي، ولحظة الانسداد القوية التي كنت تعانيها في الصومعة وخلصتك منها المرادية. لهذا أنا غاضبة منك وخائفة أن تكون فعلا من جماعة خليل أوعلى الأقل تشبههم، وبالتالي لن تخلص التربية من "قلة التربية". من ابنة المدرسة الجزائرية نون الباز